70

Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

ناشر

دار ابن الجوزي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

اصناف

أذكر الآن أنَّه عُمِل له بيعة، بل اكتُفِيَ بمجرَّد العهد، وأنا لا أذكر أنه قد ورد في التاريخ أنَّ النَّاس جاءوا ليبايعوه، بل انتقل إليه الأمر بهذا العهد، واكتفى المسلمون به. قال الناظمُ ﵀: ٣٤. فَارُوقُ أَحْمَدَ وَالمُهَذَّبُ بَعْدَهُ ... سَنَدُ الشَّرِيْعَةِ (١) بِاللِّسَانِ وَبِاليَد في هذا البيت أثنى الناظمُ ﵀ على ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب ﵁، ونَعَتَه بعدَّةِ أوصافٍ سَرَدَهَا في هذا البيت فقال: «فَارُوقُ أَحْمَدَ» هذا أشهر لَقبٍ لُقِّبَ به عمرُ ﵁، حتى قيل له: «عمر الفاروق»، وسببُ تلقِيبِه بذلك ما ذكره بعضُهم من أنَّه حَصَلَ بإسلامه الفرق بين الحق والباطل، فبإسلامه كان للحق ظهور، حيث كان المسلمون بمكة في أول أمرهم يستخفون ويخافون، فلما أسلمَ عمرُ وكان معروفًا بقوَّتِهِ وشدَّتِهِ طلبَ من الرسول ﷺ أن لا يستخفوا وأن يخرجوا، فخرج الرسولُ ﷺ ومَن معه من الدَّارِ التي كانوا مستخفِينَ فيها، خرجوا في صفين، أحدهما فيه عمر ﵁، والثاني فيه حمزةُ عمُّ النبيِّ ﷺ، فأعزَّ اللهُ بإسلامِهِ هذا الدِّين، فهذا هو السرُّ في تلقيبه بهذا اللقب. وقول الناظم: «فَارُوقُ أَحْمَدَ» «أحمد» هو اسمٌ من أسماء رسول الله ﷺ، وقد ورد هذا الاسم فيما أخبر الله به عن عبده ورسوله

(١) وقع في بعض النسخ: «نَصَرَ الشَّرِيعَةَ ...».

1 / 103