Explanation of the Book on the Differences Between the Worship Practices of the People of Islam and Faith and the Worship Practices of the People of Polytheism and Hypocrisy by Ibn Taymiyyah - Muhammad Hassan Abdul Ghaffar

Muhammad Hassan Abdul Ghafar d. Unknown
74

Explanation of the Book on the Differences Between the Worship Practices of the People of Islam and Faith and the Worship Practices of the People of Polytheism and Hypocrisy by Ibn Taymiyyah - Muhammad Hassan Abdul Ghaffar

شرح كتاب الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق لابن تيمية - محمد حسن عبد الغفار

اصناف

حكم نذر زيارة قبر النبي ﷺ أو غيره من القبور أقول: من نذر أن يزور قبر النبي أو قبر إبراهيم، أو قبر موسى فهل يفي بنذره أم لا؟ الجواب لا. وسيأتي بيان ذلك. وهذه مسألة متعلقة بسد الذرائع، وهي هل يجوز السفر أو النذر بزيارة قبر رسول الله أو لا؟ قبل الجواب أقول: لو أن امرأة نذرت وقالت: نذرت لله إن شفى مريضي لأزورن قبر، أو قالت: لأوزرن قبر إبراهيم، فهل هذا النذر يجب الوفاء به أم لا وقد قال الله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ [الإنسان:٧] فيجب على الإنسان إذا نذر نذرًا أن يفي به؟ الجواب عما سبق: أنها إذا نذرت أن تذهب إلى المدينة، أو زيارة المدينة صح لها ذلك، أما إذا نذرت زيارة القبر فننظر إلى محل هذا النذر هل هو طاعة أم هو معصية؟ وعندي تأصيل علمي أصله لنا النبي ﷺ قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر الله أن يعصي الله فلا يعصه). والجواب: أن ذلك النذر بشد الرحل لزيارة القبر معصية، والدليل قوله ﷺ: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)، إذًا: لا تشد الرحال إلى قبر، ولا إلى مكان يعظم إلا ثلاثة مساجد. فنقول: لو نذر الزيارة للقبر فقط دون المسجد فهذا قد عصى الله ورسوله، وقد وقع في تحريم النبي ﷺ لشد الرحال إلى غير الثلاثة المساجد، فتكون معصية، فإن كانت معصية، فهو في الجانب الآخر: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). فهذه لا يجوز لها السفر إلى زيارة قبر النبي ﷺ، سدًا لذريعة الشرك؛ لأن النذر بالذهاب إلى قبر النبي فيه غلو في النبي وتعظيم له ﷺ فوق قدره، وقد يصل به إلى الربوبية والألوهية كما بينا ذلك مرارًا. فهذه المسألة من أشهر المسائل، وجمهور الفقهاء يقولون: يجوز النذر بالسفر إلى المدينة، فهل يشمل هذا الأمر زيارة القبر أم لا؟ إذًا فجمهور الفقهاء قالوا: يجوز أن ينذروا ذلك وواجب عليهم الوفاء بهذا النذر، فنوجه قول الجمهور بتفصيل، وهو أن نقول: إن نذر أن يذهب إلى المدينة ليزور مسجد النبي ﷺ جاز له؛ لأن النبي ﷺ قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) وهو ذهب إلى المدينة لزيارة المسجد الحرام. أما إذا نذر أن يذهب إلى المدينة ليزور قباء، أو يزور البقيع، أو يزور شهداء أحد، أو يزور قبر النبي ﷺ فنقول له: لا تف بنذرك، بل يحرم عليك.

9 / 4