Explanation of the Book of Tawheed
حاشية كتاب التوحيد
ناشر
-
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤٠٨هـ
اصناف
بسم الله الرحمن الرحيم (١)
ــ
(١) ابتدأ بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز، وتأسيا بالنبي ﷺ في مكاتباته، وعملا بحديث: " كل أمر ذي بال " ١ أي حال وشأن يهتم به شرعا " لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع " ٢ وفي رواية "أبتر " أي ناقص البركة. وهو وإن تم حسا لم يتم معنى وحقيقة; ولم يفتتح المصنف كتابه بخطبة تنبئ عن مقصوده مفتتحة بالحمد والشهادة والصلاة على النبي ﷺ. ولعله حمد وتشهد نطقا عند وضع الكتاب، واقتصر على البسملة؛ لأنها من أبلغ الثناء والذكر، وللخبر، وكان ﷺ يقتصر عليها في مراسلاته، فكأنه أجراه مجرى الرسائل إلى أهل العلم، لينتفعوا بما فيه تعلما وتعليما. وقال حفيده: «وقع لي نسخة بخطه ﵀ بدأ فيها بالبسملة، وثنى بالحمدلة والصلاة على النبي ﷺ) .
والحمد ذكر محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، ومعنى الصلاة على النبي ﷺ هو الثناء على رسول الله ﷺ والعناية به. وإظهار شرفه وفضله وحرمته.
وعلى هذا فالابتداء بالبسملة حقيقي وبالحمدلة نسبي إضافي، أي بالنسبة إلى ما بعد الحمد يكون مبدوءا به. والباء متعلقة بمحذوف، اختير كونه فعلا خاصا متأخرا، لئلا يتقدم فيه غير ذكر الله (وليصح الابتداء في كل قول وعمل; ولأن الحذف أبلغ فلا حاجة إلى النطق بالفعل لدلالة الحال على أن كل قول أو فعل فإنما هو باسم الله.
والتقدير بسم الله أؤلف حال كوني مستعينا بذكره متبركا به. و"الاسم" مشتق من السمو وهو الارتفاع، أو الوسم وهو العلامة؛ لأن كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم، و"الله" علم على =
_________
١ أبو داود: الأدب (٤٨٤٠)، وابن ماجه: النكاح (١٨٩٤) .
٢ البخاري: اللباس (٥٩٥١)، ومسلم: اللباس والزينة (٢١٠٨)، والنسائي: الزينة (٥٣٦١)، وأحمد (٢/٢٠،٢/٥٥) .
1 / 12