Explanation of the Book of Knowledge by Abu Khaythama - Abdul Kareem Al-Khudair
شرح كتاب العلم لأبي خيثمة - عبد الكريم الخضير
اصناف
"ولا تغد بين ذلك": احرص على أن تكون عالمًا ينفع الناس، حرصت فلم تستطع؛ لأن المسألة ما هي بـ ..، هذه أقسام، الله -جل وعلا- هو المعطي، والنبي ﵊ قاسم، النبي لا يعطي، المعطي هو الله -جل وعلا-، الشيخ لا يعطي طلابه بأي حال من الأحوال، لكنه يقسم العلم بينهم بالسوية، كما فعل النبي ﵊ يقسم على الناس هذا العلم، لكن من أخذه، من وفق له، من كتب له العطاء من هذا العطاء الذي هو من أفضل الأعطيات، من منحه الله -جل وعلا- شيئًا من العلم هذا مكتوب له كما كتب له رزقه وأجله، ونهايته أيضًا، فعلى الإنسان أن يسعى جاهدًا لأن يكون عالمًا؛ ليرفع بهذا العلم درجات في الدنيا والآخرة ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [(١١) سورة المجادلة].
"اغد عالمًا": احرص على أن تكون عالمًا، لكن عالم لماذا؟ لماذا تحرص أن تكون عالمًا؟ هل تكون عالمًا -تحرص لأن تكون عالمًا- لأن تصدر في المجالس؟ لأن يحترمك الناس ويقدروك؟
لا لا، هذه حقيقة مرة الجهل خير منها، إنما تحرص أن تكون عالمًا؛ لتنفع نفسك وغيرك، لتعبد الله على بصيرة، لتحقق الهدف الشرعي من وجودك -وهو العبودية- وتدعو إلى الله على بصيرة، ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [(١٠٨) سورة يوسف]، أتباع النبي ﵊ هم العلماء الذين يدعون إلى الله على بصيرة.
"اغدُ عالمًا أو متعلمًا": لأن بعض الناس يحرص أن يكون عالمًا، لكن ما يقسم له شيء من هذا، يطلب العلم عشرات السنين، ومع ذلكم يستمر يطلب العلم، فمثل هذا إذا فاتته منازل العلماء لن يفوته ما رتب على مجرد سلوك الطريق، «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة».
1 / 10