Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah

Maher bin Abdul Hamid bin Muqaddam d. Unknown
55

Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

ناشر

مطبعة سفير

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ» وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ» (١). وهذا الوضوء ليس بلازم، إذ المضطر قد لا يسعفه الوقت للاستعداد بالوضوء، فيتجه إلى اللَّه تعالى بالسرعة، فيجيبه اللَّه تعالى على حسب قوة إخلاصه ورجائه وتضرعه وخشوعه، ثم إنَّ الوضوء للدعاء ليس صفة دائمة في جميع دعوات النبي ﷺ، فقد نقلت عائشة عن النبي ﷺ أنه كان يذكر اللَّه في كل أحيانه (٢)، ولايخفى أن الدعاء نوع من الذكر (٣). ١٨ - أن لا يعتدي في الدعاء نهى ربنا جل وعلا عن الاعتداء في الدعاء، فقال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (٤). وإن كان هذا النهي عن الاعتداء عمومًا إلا أنّ فيه ما يدلّ على النهي عن الاعتداء في الدعاء من باب أولى؛ لأنه جاء النهي عقب الأمر بالدعاء، «وتدلّ هذه المادة على التجاوز في الشيء، وتقدم

(١) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة أوطاس، ٥/ ١٥٥، برقم ٤٣٢٣، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين، ﵄، ٤/ ١٩٣٤، برقم ٢٤٩٨. (٢) انظر: صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب ذكر اللَّه تعالى في حال الجنابة وغيرها، برقم ٣٧٣. (٣) الدعاء ومنزلته في العقيدة، ١/ ٢٠٧، ٢٠٨. (٤) سورة الأعراف، الآية: ٥٥.

1 / 56