267

Explanation of Sahih al-Bukhari - Book of Funerals

نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

تحقیق کنندہ

شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)

اصناف

وروى أنه طفيء سراج رسول الله ﷺ؛ فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، فقيل: أمصيبة هي، قال: "نعم كل شيء يؤذي المؤمن، فهو له مصيبة" (^١).
وعن النَّبي ﷺ "إذا مات ولد العبد، قال الله -تعالى- للملائكة: أقبضتم ولد عبدى، فيقولون: نعم، فيقول: أقبضتم ثمَّرة قلبه، فيقولون: نعم، فيقول الله ﷿: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك، واسترجع؛ فيقول الله -تعالى-: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد" (^٢).
والمبشر به محذوف يدل عليه قوله -تعالى-: ﴿أُولَئِكَ﴾ يعني: أهل هذه الصفة الجليلة ﴿عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ والصلاة من الله على ما قيل عبارة عن ثلاثة أشياء: توفيق الطاعة، والعصمة عن المعصية، ومغفرة الذنوب، فبالصلاة الواحدة تكون لهم هذه الأشياء الثلاثة.
وقد وعد لهم الصلوات الكثيرة، فمقدار ذلك لا يعلمه إلا الله ﵎ ﴿وَرَحْمَةٌ﴾ أي: لطف وإحسان في غاية الكمال، والمعنى: عليهم رأفة بعد رأفة ورحمة أي رحمة ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ

(^١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية - القاهرة، الطبعة: الثانية، ١٣٨٤ هـ - ١٩٦٤ م (٢/ ١٧٢). وقال: هذا ثابت معناه في الصحيح، خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة ﵄ أنهما سمعا رسول الله ﷺ يقول: (مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنُ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا سَقَمٍ وَلَا حَزَنٍ حتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ)، صحيح مسلم (٤/ ١٩٩٢)، (٢٥٧٣). ورواه أبو داود في المراسيل (١/ ٢٩٧) (٤١٢) من حديث عمران القصير قال: طفئ مصباح النبي ﷺ فاسترجع فقالت عائشة: إنما هذا مصباح، فقال: " كل ما ساء المؤمن فهو مصيبة".
(^٢) سنن التِّرْمِذِي، أبواب الجنائز، باب فضل المصيبة إذا احتسب (٣/ ٣٣٢) (١٠٢١)، من طريق: الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، عن أبي موسى الأشعري وقال: هذا حديث حسن غريب، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (٧/ ٢١٠) (٢٩٤٨) من طريق حماد بن سلمة، عن أبي سنان به، قال: "دفنت ابني ومعي أبو طلحة الخولاني على شفير القبر" إسناده ضعيف. أبو سنان- وهو عيسى بن سنان القسملي- ضعفه أحمد والنسائي والعقيلي، قال أبو حاتم: روى عن أبي موسى الأشعري، مرسل، وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" (١٠/ ٣٢): يقال: لم يسمع منه، ومع ذلك حسنه الترمذي والبغوي! وبقية رجاله ثقات.

1 / 263