Explanation of Lāmiyya by Ibn Taymiyyah

Omar Al-Eid d. Unknown
125

Explanation of Lāmiyya by Ibn Taymiyyah

شرح لامية ابن تيمية

اصناف

منهج أهل السنة والجماعة في آل البيت ثم قال شيخ الإسلام ﵀: ومودة القربى بها أتوسل المودة: هي المحبة، ويقصد المؤلف رحمه الله تعالى أن محبة قرابة النبي ﷺ (أتوسل بها) . ولماذا أفرد القربى مع أنها داخلة في أصحاب رسول الله ﷺ؟ الجواب: ذكرها تركيزًا عليهم؛ نظرًا لأن لهم فضائل يتميزون بها عن سائر الصحابة ﵃ وأرضاهم، ولأن قرابة النبي ﷺ قد تُعرض لها باللمز وبالسخرية وبالسب وبالتهجم؛ خاصة من طائفة الخوارج الذين قدحوا في أصحاب رسول الله ﷺ. القربى: يقصد بها قرابته ﷺ، وهم أهل بيته المنوه بذكرهم في قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى:٢٣] . وقوله: (ومودة القربى بها) أي: بمحبة أهل البيت كلهم (أتوسل) أي: أتقرب إلى الله تعالى. ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن آل بيت النبي ﷺ لهم حقوق يجب رعايتها، فإن الله قد جعل لهم حقًا في الخمس، وحقًا في الفيء، وأعظم ما فيه أن الله أمرنا بالصلاة عليهم مع رسوله في كل صلاة نصليها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ألسنا نقول: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، في كل صلاةٍ نصليها ونقولها، وما من مسلم إلا ويقولها، مما يدل على فضلهم ومنازلهم التي لا تنطبق إلا على من استقام على دين الله تعالى وسار على منهاجه، وإلا فإن من قرابة النبي ﷺ عمه أبا لهب ومع ذلك ليس داخلًا في آل البيت، بل أنزل الله فيه قرآنًا يتلى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [المسد:١] ولم يستفد من تلك القرابة شيئًا. وآل محمد ﷺ هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وهكذا قال الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما، فإن النبي ﷺ قال: (إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد) وقد قال الله فيهم ثناءً عليهم: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:٣٣] . ولما رأى النبي ﷺ الحسن أو الحسين أخذ تمرة قال له النبي ﷺ: (كخ كخ) ثم قال النبي ﷺ: (لولا أن تكون من الصدقة لأخذتها، ثم قال: إن آل محمد لا تحل لهم هذه الصدقة، لأنها من أوساخ الناس) ولذلك وجب علينا محبة آل بيت النبي ﷺ. ولقد ورد في المسانيد والسنن أن النبي ﷺ جاءه العباس وقال: (يا رسول الله! إن قريشًا تجلس في أنديتهم يتضاحكون، حتى إذا جئنا لم يحدثونا وجفونا، فقال النبي ﷺ مبينًا: والذي نفسي بيده، لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي) يقصد بهم قرابة النبي ﷺ. ولذلك وجب علينا أن نحبهم ونجلهم ونعظمهم ونجعل لهم المنازل؛ لأن الله قد اصطفاهم، فقد ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ قال: (إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم) صلوات الله وسلامه عليه، مما يدل أن لهؤلاء منازل يجب أن تحترم وأن ينزلوا منزلتهم التي دل عليها الكتاب والسنة.

8 / 12