Explanation of Essential Lessons for the General Public
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة
اصناف
فالملائكة خلق نوراني، خلق من نور، خلقهم الله ﷾ لخدمته وعبادته، والمقصود بالخدمة لا يعني أنها من حاجة، فالخلق كلهم خالقهم الله ﷾ من غير حاجة إليهم، ولا يزيدون في ملكه، ولا ينقصون منه شيئًا، فلو كان الخلق كلهم جنهم وإنسهم، حيهم وميتهم، قديمهم وحديثهم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما ضر من ملك الله شيء، وبالعكس لو كانوا على أتقى قلب رجل، فليس خلق الله –﷾ للملائكة ولغيرهم من المخلوقات لحاجة إليهم، بل هو الغني الغنى المطلق.
والإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان لا يتم الإيمان إلا به، فنعتقد اعتقادًا جازمًا، ونوقن يقينًا لا يساوره أدنى شك بأن الله ﷾ أرسل الرسل إلى الأمم ليحذروهم وينذروهم، وأن عددهم كما جاء في حديث أبي ذر على ما فيه من الكلام أكثر من ثلاثمائة، وأما الأنبياء فجم غفير، ونؤمن بمن عرفنا اسمه من هؤلاء الرسل، وعلينا أن نؤمن بالرسل كلهم، سواء عرفنا أسماءهم أو لم نعرف أسماءهم، ووظيفة الرسول أنه يأمر الخلق بطاعة الله ﷾ وبعبادته، بعبادته ﷿، وليس عليهم إلا البلاغ، ولا يجوز أن يصرف لهم أي حق من حقوق الله ﷾، وأفضل الرسل كما هو معروف محمد ﵊، وهو رسول مرسل من عند الله ﷾، وهو أيضًا في الوقت نفسه عبد من عباد لله، ذكره الله ﷾ بالعبودية في أشرف المقامات ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [(١) سورة الإسراء] ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾ [(١٩) سورة الجن] إلى غير ذلك، فلا يجوز أن يصرف له، ولا لغيره من الرسل والأنبياء أي شيء مما يجب صرفه لله ﷾، فهم خلق من خلقه، نعم لهم مزية على بقية الخلق، شرفهم الله بحمل هذه الرسالة، لكن لا يجوز أن يصرف لهم شيء من حقوق الله ﷾، والإيمان بالرسل ولاسيما نبينا ﵊، يستلزم الإيمان به: طاعته فيما أمر، والتصديق بما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ﵊.
1 / 16