59

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

ناشر

غراس للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

اصناف

والتعطيل: هو النفي وعدم الإثبات، ومنه قول الله تعالى: ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ﴾ ١ أي: متروكة ومهجورة. فتعطيل الصفات: نفيها وعدم إثباتها لله ﵎، والمؤول الذي هو في الحقيقة محرف للنص معطل لصفة الله ﵎؛ لأنَّه لا يستقيم التحريف إلا بتعطيل الصفة الثابتة بالنص، ولهذا يقول العلماء:"كلُّ محرف معطل، وليس كلُّ معطل محرفًا. فكلُّ محرف معطل؛ لأنَّ من يحرف الصفة، مثل من يقول: رحمة الله هي إرادة الإنعام. هذا محرف، وفي الوقت نفسه معطل؛ لأنَّه عطل صفة الرحمة لله ﵎ ولم يثبتها. وكذلك من يقول عن الغضب إنَّه إرادة الانتقام فهو محرف، وفي الوقت نفسه معطل. وليس كلُّ معطل محرفًا؛ لأنَّ المعطل قد يكتفي بالتعطيل دون أن يخوض في ذكر معنى آخر للنص، كأن يقول في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ لم يستو على العرش. أو يقول في قول الله تعالى: ﴿قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ ليست لله يدان. فهذا تعطيل، لكن ليس فيه تحريف للنص، إذ لم"يذكر له معنى آخر. وعلى كلٍّ فهذا تلخيص جميل بدأ به المصنف ﵀ بيَّن من خلاله منهج أهل السنة والجماعة في الصفات، وأنَّ منهجهم قائم على الإثبات، وهو واضح في قوله:"وأمروه كما ورد". مع الاحتراز من المحاذير الأربعة التي ذكرها: التكييف، والتمثيل، والتحريف الذي هو التأويل، والتعطيل. فهذه هي طريقة أهل السنة الجماعة: يثبتون ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله ﷺ من صفات الكمال من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف،

١ الآية ٤٥ من سورة الحج.

1 / 63