135

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

ناشر

غراس للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

اصناف

التي تؤكد مباشرتك للفعل بنفسك.
والمعنى في هذه الآية يختلف عما في قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾؛ لأن الأمور الثلاثة منتفية هنا، فأضاف العمل إلى الأيدي " عملت أيدينا "، وذكر الأيدي بالجمع، ولم يذكر الباء. فمن يجعل قول الله: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ كقوله جل وعلا: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ فقد جعل خلق آدم وخلق الأنعام سواء، وليس هناك تشريف ولا تفضيل لآدم.
" وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ قال:"التقى آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. فقال آدم: أنت موسى، كلمك الله تكليمًا، وخط لك التوراة بيده، واصطفاك برسالته، فبكم وجدت في كتاب الله: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾؟ قال: بأربعين سنة. قال: فتلومني على أمر قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟! قال النبي ﷺ: فحج آدم موسى""
ثم ذكر المصنف ﵀ حديث أبي هريرة المخرج في الصحيحين ١، وهو مشهور عند أهل العلم بحديث المحاجة بين آدم وموسى، وفيه فوائد عظيمة، منها: الإيمان بالقدر، وأنَّ الأمور كلَّها بتقدير الله ﷿، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
" التقى آدم وموسى " في بعض الروايات احتج آدم وموسى.
" خلقك الله بيده ": قل في هذه مثل قولك في قوله تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ فقد أسند الخلق إلى الله، وذكر الباء، لكن لم يثن اليد، وإنما عبر بالمفرد عن المثنى، وهو سائغ كما سبق، بل إنَّ في

١ أخرجه البخاري " رقم ٦٦١٤ "، ومسلم " رقم ٦٦٨٤ - ٦٦٨٦ "

1 / 140