شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية في ضوء الكتاب والسنة
شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية في ضوء الكتاب والسنة
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
المشهود لهم بالجنة. وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وسعد بن مالك بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد (١)، ويُقِرِّون بأن خير هذه الأمة بعد نبيها ﷺ: أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي ﵃ (٢)، ويتبرؤون من طريق الروافض - وقد سبق بيان مذهبهم - ومن طريق النواصب الذين يكفّرون آل البيت ويطعنون فيهم، وقد نصبوا العداوة لأهل البيت ويمسك أهل السنة عما شجر بين الصحابة، وما صحَّ من أخبارهم فهم معذورون؛ لأنهم إمّا مجتهدون مصيبون، وإمّا مجتهدون مخطئون. وأهل السنة يعتقدون أنه لا أحد معصوم من الكبائر إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والصحابة تجوز عليهم الذنوب، ولكن لهم من السوابق والفضائل الشيء الكثير، وهذا يمحو السيئة، وهم خير القرون (٣)، وقد يكون أن من صدر منه ذنب قد تاب منه، وهم أسعد الناس بشفاعة محمد ﷺ. وأهل السنة يحبون آل بيت النبي ﷺ لوصيته بهم (٤)، ويوالون أزواج النبي ﷺ، ويترضَّون عنهنَّ، ويؤمنون أنَّهنَّ أزواجه في الآخرة، وأنَّهنَّ أمهات المؤمنين في الاحترام والتعظيم، وتحريم النكاح، وأنَّهنَّ
_________
(١) أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب في الخلفاء، رقم ٤٦٤٩، والترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف ﵁، برقم ٣٧٤٧، وابن ماجه في المقدمة، باب فضائل العشرة ﵃، برقم ١٣٣،وأحمد في المسند، ١/ ١٨٧، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٥٠، ٤٠١٠.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر بعد النبي ﷺ، برقم ٣٦٥٥.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، برقم ٢٥٣٣.
(٤) أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب ﵁،برقم ٢٤٠٨.
1 / 56