Explanation of Al-‘Aqidah Al-Tahawiyyah - Khalid Al-Muslih

Khaled Al-Musleh d. Unknown
104

Explanation of Al-‘Aqidah Al-Tahawiyyah - Khalid Al-Muslih

شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح

اصناف

الاعتقاد في منتهى عروج النبي ﷺ يقول ﵀: (ثم إلى حيث شاء الله من العلى) لم يذكر المؤلف ﵀ منتهى للعروج، بل قال: (حيث شاء الله من العلى) أي: العلو والارتفاع، وأكرمه الله تعالى بما شاء مما شاهد في ذلك الموقف العظيم، إذ شاهد آيات قال الله جل وعلا فيها: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم:١٨] رأى آيات عظيمة، حيث رأى الجنة والنار، ورأى جبريل كما خلقه الله ﷾، ورأى سدرة المنتهى، وما غشيها من التغير الذي أذن الله ﷾ به لهذه السدرة العظيمة، حتى إنه قال ﷺ: (فاعتراها من أمر الله ﷿ ما لا يكاد يحيط به وصف) أو (ما لا يدرك بوصف) وذلك لعظيم ما رأى، مع أن النبي ﷺ لم يتزلزل فؤاده، ولم يضطرب قلبه لما رآه في ذلك الموقف العظيم، وقد زكاه الله جل وعلا في موضعين، في قوله: ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ [النجم:١٧]، وزكاه أيضًا في قوله: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [النجم:١١] ومع هذا الثبات العظيم لقلبه وفؤاده في هذه المشاهد الكبرى العظيمة ما استطاع أن يصف ما اعترى الشجرة من تغير لما أذن الله جل وعلا أن يغشاها ما يغشى، كما قال تعالى في قوله تعالى: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم:١٤-١٦] وأبهم ما غشيها تعظيمًا وتفخيمًا لشأنها، (وأوحى إليه) أي: أوحى الله جل وعلا إلى رسوله ﷺ في هذا الموقف العظيم (ما أوحى) يعني: الذي أوحى، والإبهام هنا كما مر معنا في التفسير إبهام تعظيم، فقد أوحى الله إليه أمر الصلاة وما شاء الله أن يوحيه إليه ﷺ. قال ﵀: (قال الله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [النجم:١١]) أي: ما رأى من تلك المواقف العظيمة والآيات الكبيرة.

9 / 6