فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

Ali Al-Ramli d. Unknown
99

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

اصناف

أي المستحبات، وكون صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد، فمما لا شك فيه، فقد قال ﷺ: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة» (١). وهذا يدل على أن صلاة المنفرد صحيحة ومقبولة. ولكن! هل صلاة الجماعة في المسجد واجبة أم مستحبّة؟ اختلف أهل العلم في ذلك. والصحيح أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال الذين لا عذر لهم، لحديث أبي هريرة قال: أتى رجل أعمى، فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله ﷺ أن يرخّص له فيصلي في بيته، فرخّص له، فلما ولى، دعاه، فقال: «هل تسمع النداء بالصلاة؟» قال: نعم، قال: «فأجب» (٢). وكذا حديث أبي هريرة في «الصحيحين» أن النبي ﷺ همّ أن يحرّق بيوت الذين لا يحضرون صلاة الجماعة، وجاء في رواية في «الصحيحين»: «صلاة العشاء» (٣). وقد أمر الله بالجماعة في حال الخوف، ففي حال الأمن من باب أولى. وكذا أبو هريرة عندما رأى رجلًا خرج من المسجد بعد الأذان، قال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم (٤). وساق ابن المنذر في «الأوسط» عن جمع من الصحابة قولهم بوجوب صلاة الجماعة، بل قال عبد الله بن مسعود كما في «صحيح مسلم»: «لقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النفاق» (٥). وقد حقق القول في هذه المسألة ابن المنذر في كتابه «الأوسط» (٤/ ١٤٦).

(١) أخرجه البخاري (٦٤٥)، مسلم (٦٥٠) من حديث ابن عمر ﵁. وأخرجه البخاري (٦٤٦) من حديث أبي سعيد الخدري، بلفظ «خمس وعشرين درجة». وعند مسلم (٦٤٩) عن أبي هريرة ﵁ بلفظ «خمس وعشرين». وهناك ألفاظ أخرى لعدد الدرجات. (٢). أخرجه مسلم (٦٥٣). (٣) أخرجه البخاري (٢٦٤٤)، ومسلم (٦٥١) عن أبي هريرة ﵁. ورواه مسلم (٦٥٤) وغيره عن عبد الله بن مسعود ﵁. (٤) أخرجه مسلم (٦٥٥) عن أبي الشعثاء ﵁. (٥) أخرجه مسلم (٦٥٤) عن أبي الأحوص ﵁.

1 / 99