تطور الصحافة المصرية ١٧٩٨ - ١٩٨١
تطور الصحافة المصرية ١٧٩٨ - ١٩٨١
ناشر
مؤسسة سجل العرب
ایڈیشن نمبر
الرابعة
اصناف
وأفكارها سليمة، وساعدها الخديو إسماعيل؛ لأنها كانت تخدم أفكاره بإخلاص واعتدال دون أن تتعرض للمسائل الدينية"١.
فالفكرة إذن في إنشاء هذه الصحيفة هي خدمة الخديوي بإخلاص وتحقيق سياسته في اعتدال، وما كان يمكن أن تمثل جريدة "وادي النيل" الصحافة الشعبية في غير هذا الحيز الضيق من الحرية؛ ذلك لأن صاحبها موظف في الحكومة له مآثر وخدمات في الصحافة الرسمية، وهو من تلامذة رفاعة رافع رأس هذه الصحافة٢ فلا غرو إن أوحى إليه إسماعيل بإصدار وادي النيل، فذكرت الوقائع المصرية خبر إنشائها في محلياتها٣، وحيتها إحدى الصحف الفرنسية المعاصرة في مدينة الإسكندرية قائلة: "قد حدثت صحيفة مصرية جديدة بمدينة القاهرة تسمى وادي النيل، وقد أوضح منشئها وناظرها أبو السعود أفندي فيما أورده من بيان الغرض المقصود بإنشاءها أنه التزم بأن ينشر فيها الأخبار النافعة للديار المصرية سواء كانت ترد من أوربا أو من الأقاليم المصرية"٤.
ويبدو من العددين النادرين اللذين حصلنا عليهما٥ أن وادي النيل محاولة لا بأس بها كأول صحيفة وطنية في مصر، وقد ازدحمت معظم صفحاتها بأخبار الخديو ورجال حكومته، ولولا أنها أعلنت شعبيتها لظن متصفحها أنها صحيفة رسمية، فهي صورة للوقائع في تفكيرها واتجاهها، يعرف أسلوبها الأدبي رواية الخبر ويتعلق محررها بالسجع، فهي تحاكي الوقائع وتخطو على أثرها في الشكل والموضوع معًا.
_________
١ تاريخ الصحافة العربية، ج١، ص٩٦.
٢ راجع "أعلام الصحافة العربية" للمؤلف.
٣ الوقائع المصرية في ٢٣ ربيع الأول عام ١٢٨٤هـ.
٤ هذا الخبر منقول عن ذيل العدد العاشر من وادي النيل ومعه خبر مماثل تحدثت فيه جريدة حديقة الأخبار ببيروت عن صحيفة أبي السعود.
٥ هما العددان ١٠، ١١ وهما يدلان على أن الصحيفة صدرت عام ١٨٦٧ لا عام ١٨٦٦ كما روت ذلك معظم كتب التاريخ.
1 / 60