2145

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

ناشر

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

اصناف

أحدها: أنه كان يثقُل عليه إذا أوحي إليه، وهذا قول عائشة قالت: (ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه (يعني يتخلص عنه)، وإِن جبينه ليتفصّد عرقًا.
والثاني: أن العمل به ثقيل في فروضه وأحكامه، قاله الحسن، وقتادة.
والثالث: أنه يثقل في الميزان يوم القيامة، قاله ابن زيد.
والرابع: أنه المهيب، كما يقال للرجل العاقل: هو رزين راجح، قاله عبد العزيز بن يحيى.
والخامس: أنه ليس بالخفيف ولا السفساف؛ لأنه كلام الرب ﷿، قاله الفراء.
والسادس: أنه قول له وزن في صحته وبيانه ونفعه، كما تقول: هذا كلام رصين، وهذا قول وزن: إذا استجدته، ذكره الزجاج. (١)
قال الآلوسي: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ﴾ أي سنوحي إليك، وإيثار الإلقاء عليه لقوله تعالى: ﴿قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ وهو القرآن العظيم؛ فإنه لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين، سيما على الرسول ﷺ؛ فإنه ﷺ مأمور بتحملها وتحميلها للأمة، وهذه الجملة المؤكدة معترضة بين الأمر بالقيام وتعليله الآتي لتسهيل ما كلفه ﷺ من القيام كأنه قيل: إنه سيرد عليك في الوحي المنزل تكاليف شاقة، هذا بالنسبة إليها سهل، فلا تبال بهذه المشقة، وتمرن بها لما بعدها.
الوجه السادس: نفي الله ﷿ عن نبينا محمد ﷺ هذه الأمراض
أما عن قولهم: إن هذه الأعراض التي كانت تصيب النبي ﷺ فيها دلالة على أنه كان يصاب بالصرع، فقد نفى رب العالمين ذلك كله عن نبيه لما ادعى أعداؤه مثل ذلك، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤)﴾ [الأعراف: ١٨٤].
قال الرازي: واعلم أن بعض الجهال من أهل مكة كانوا ينسبون إليه الجنون لوجهين:
الأول: أن فعله ﷺ كان مخالفًا لفعلهم؛ وذلك لأنه ﷺ كان معرضًا عن الدنيا مقبلًا على الآخرة، مشتغلًا بالدعوة إلى الله، فكان العمل مخالفًا لطريقتهم، فاعتقدوا فيه أنه مجنون. (٢)

(١) زاد المسير لابن الجوزي ٨/ ٣٨٩ - ٣٩٠.
(٢) تفسير الرازي (١٥/ ٧٥).

4 / 187