Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
ناشر
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
اصناف
فيذهب عنه الروع ويحصل له التشوق إلى عودة الوحي، فالله ﵎ يعد الرسول ﷺ ويقويه ويحوطه بعنايته الخاصة، ليتحمل الوحي، لكنه لا يسلخه عن طباعه البشرية.
٢ - أن هذه الفترة قد حملت الرسول ﷺ على التعجب والتساؤل والبحث، وانتشر الخبر بين طائفة يعز عندها محمد بن عبد الله، فخلف انقطاع الوحي يقينًا بأن هذه الظاهرة خارجة عن ذات النبي ﷺ، فصار مع من حوله متثبتين من إلهية ظاهرة الوحي، وقد استبطأ رسول الله ﷺ جبريل ﵇ فحثه على الإكثار من زيارته، فنزل الجواب آية من القرآن تبين أنه مأمور من الله تعالى، وأن الله لا ينسى رسوله ﷺ، فعن ابن عباس ﵄ قال: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ لِجِبْرِيلَ: "مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا" فَنزلَتْ ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا﴾.
ولقد كان رسول الله ﷺ يحرك شفتيه غريزيًا أثناء تلقي الوحي حرصًا على الدقة في استحفاظ القرآن، فأتاه الأمر بالاستسلام الكامل للوحي قلبًا وفكرًا وجارحةً، ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧)﴾ [القيامة: ١٦، ١٧]، ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤].
وهكذا يجد الباحث أن الوحي ينقطع عن رسول الله ﷺ على الرغم من شدة طلبه وحرارة لهفته إليه، وإنه فجائي إلزامي، يأمره بالتسليم التام، ولهذا دلالة بليغة على أن حدوث الوحي مستقل عن تدخل ذات النبي ﷺ وإرادته، وأنه لا سبيل له إلى دفعه أو استحضاره، وهذا مما يقوي اليقين بصدق صاحبه، والاطمئنان إلى ربانية مصدره.
٤ - حصول الوحي وفق الاصطفاء الإلهي
اشرأبت أعناق المشركين إلى مقام النبوة بعد أن سمعوا آيات الله الباهرات، ورأوا ما أجراه على يد محمد ﷺ من معجزات قاهرات، وتملك الحسد قلوبهم، كيف تكون النبوة بمحمد ﷺ، وفيهم من الزعماء من تعظمهم قبائل العرب؟ اندفع أكابر مجرمي مكة يطالبون أن ينزل الله عليهم الوحي كما أنزله على المرسلين فكشفوا عن عنادهم
4 / 183