277

Encyclopedia of Scientific Miracles in the Quran and Sunnah

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

ناشر

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

ایڈیشن

الثانية ١٤٢٦ هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠٥ م.

پبلشر کا مقام

جادة ابن سينا.

اصناف

إنّ اللهَ سبحانه حينما جعلَ النارَ تحرِق بِمَشيئتِه في أيّةِ لحظةٍ، هو قادرٌ أنْ يجعلَها لا تَحرقُ، أيُّ شيءٍ له طبيعةٌ خاصّةٌ، أيُّ قانون مادّي، أيّ علاقةٍ ثابتةٍ بين شيئين، هذه مِن خَلْقِ اللهِ ﷿، واللهُ يخلقُ ما يشاء، فإذا خَلَقَها على شاكلةٍ يُمكنُ أنْ يخلقَها على شاكلةٍ أخرى، فحينما تأتي في القرآنِ الكريمِ بعضُ خوارقِ العاداتِ، كالإسراءِ والمعراجِ، وهو معجزةٌ، فلا ينبغي أنْ نفْهَمَه في ضوءِ القوانينِ التي قنّنها اللهُ ﷾، لأنّ الإسراءَ والمعراجَ خرْقٌ لهذه القوانينِ، ولأنّ الإنسانَ أحيانًا يتوهّمُ أنَّ السّببَ وحدَهُ هو الذي يخلقُ النتيجةَ، فإذا اعتقدَ ذلك اعتقادًا جازمًا وقَعَ في الشِّرْكِ، فإنّ الذي يخلقُ النتيجةَ ليس هو السّبب، ولكنّه الله ﷾، ولكنّ السّببَ في أيِّ لحظةٍ يُعَطّل أو يُلغَى، فحينما تأتي بعضُ المعجزاتِ على يدِ الأنبياءِ صلواتُ اللهِ عليهم، أو حينما تكونُ بعضُ المعجزاتِ لِنَبيِّنا ﵊، فهذا ليس مستحيلًا عقلًا، ولكنّه مستغرب عادةً، وعلماءُ العقيدة فرّقوا بين ما هو مستحيلٌ عادةً، وما هو مستحيلٌ عقلًا، ومثلُ هذا يقال في البحر الذي بين مصر وسيناء، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الجمعان قَالَ أَصْحَابُ موسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء: ٦١]، فرعون مِن ورائِهم، والبحرُ أمامهم، قال تعالى مشيرًا إلى موقف موسى ﵇: ﴿قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: ٦٢] .

2 / 27