135

Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz

موسوعة الأخلاق - الخراز

ناشر

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

پبلشر کا مقام

الكويت

اصناف

فَإِنَّ فِي إِحدَى جَنَاحَيهِ داءَ، وَالأُخرَى شِفَاءَ" (١).
هذا خبر صادر عن رسول الله ﷺ، وهو من أمور الغيب، فالنبي ﷺ، لا ينطق عن الهوى، لا ينطق إلا بما أوحى الله تعالى إليه، فهذا الخبر يجب علينا أن نقابله بحسن الخُلق، وحسن الخلق نحو هذا الخبر يكون بأن نتلقاه بالقبول والانقياد، فنجزم بأن ما قاله النبي ﷺ في هذا الحديث حق وصدق، وأمثال أخر "من أخبار يوم القيامة" (٢).
قلت: فكل الأمور الغيبية ينبغي للعبد -إذا جاءته عن طريق القرآن الكريم، أو السنة النبوية الصحيحة- التصديق بها، وتلقي أخبارها بالرضى دون تشكيك أو تردد.
ومن ذلك عالم البرزخ، وسؤال الملكين في القبر، والجنة وما فيها من نعيم، والنار وما فيها من عذاب أليم، وعلى هذا فقس.
٢ - حسن الخُلُق مع الله ﷿:
بأن يتلقى الإنسان أحكام الله بالقبول والتنفيذ والتطبيق، فلا يزد شيئًا من أحكام الله، فإذا رد شيئًا من أحكام الله، فهذا سوء خلق مع الله ﷿ سواء ردها منكرًا حكمها، أو مستكبرًا عن العمل بها، أو متهاونًا بالعمل بها، فإن ذلك كله منافٍ لحسن الخلق مع الله ﷿.
مثال على ذلك الصوم، فلا شك أنه شاق على النفوس، ولكن المؤمن

(١) أخرجه البخاري (٣٣٢٠ الفتح) في كتاب بدء الخلق، باب: إذا وقعَ الذُّبابُ في شرابِ أحِدكم فليَغمسه ..
(٢) كتاب "مكارم الأخلاق" (٢٧٤) للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-.

1 / 135