162

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

ناشر

المكتبة العلمية بيروت

پبلشر کا مقام

لبنان

اصناف

"والله يا رسول الله، إنه ليعلم مني أكثر مما قال، ولكنه حدني شرفي" فقال عمرو: "أما لئن قال ما قال؛ فوالله ما علمته إلا ضيق الصدر، زمر المروءة١، أحمق الوالد، لئيم الخال، حديث الغنى"؛ فلما رأى أنه خالف قوله الآخر قوله الأول، ورأى الإنكار في عين رسول الله ﷺ، قال: يا رسول الله رضيت؛ فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى؛ فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: "إن من البيان لسحرًا". "البيان والتبيين ١: ٣١، والعقد الفريد ١: ١١٧، ومجمع الأمثال للميداني ١: ٥".

١ قليل المروءة.

٢٠- خطبة طهفة بن أبي زهير النهدي بين يدي رسول الله ﷺ: لما قدمت وفود العرب على النبي ﷺ قام طهفة بن أبي زهير النهدي فقال: "يا رسول الله أتيناك من غوري١ تهامة بأكوار الميس، ترمي بنا العيس٢ نستحلب الصبير٣، ونستجلب الخبير٤، ونستعضد٥ البرير، ونستخيل الرهام٦، ونستحيل الجهام٧، من أرض غائلة النطاء٨، غليظة الوطاء، نشف المدهن٩،

١ الغور: كل ما نحدر مغربًا عن تهامة، والأكوار: جمع كور بالضم، وهو الرحل أو بأداته، والميس، شجر عظام أي بالأكوار المصنوعة منه. ٢ العيس جمع عيساء: الإبل البيض يخالط بياضها شقرة. ٣ الصبير: السحاب الكثيف. ٤ العشب. ٥ استعضد الثمرة: اجتناها، والبرير: ثمر الأراك، وكانوا يأكلونه وقت الجدب لقلة الزاد. ٦ الرهم جمع رهمة بالكسر: وهي المطر الضعيف الدائم. ونستخبل: نخال ونظن. وسحابة مخيلة بضم فكسر: أي تحسبها ماطرة. ٧ الجهام: السحاب قد أراق ماءه. ٨ النطاء: البعد، أي بعيدة بعدًا مهلكًا. ٩ مستنقع الماء: أو كل موضع حفره سيل، ونشف الحوض الماء: شربه.

1 / 165