155

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

ناشر

المكتبة العلمية بيروت

پبلشر کا مقام

لبنان

اصناف

أيها الناس: إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من الثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر١، من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل٢، والسلام عليكم ورحمة الله. "البيان والتبين ٢:١٥، العقد الفريد ٢: ١٣، إعجاز القرآن ١١١، شرح ابن أبي الحديد ١: ٤١، تاريخ الطبري ٣:

١ والعاهر: أي الزاني، أي لا حق له في النسب ولا حظ له في الولد، وإنما هو لصاحب الفراش أي لصاحب أم الولد وهو زوجها أو مولاها، وهو كقوله الآخر: له التراب، أي لاشيء له. ٢ الصرف: التوبة. والعدل: الفدية، وقيل الصرف القيمة. والعدل المثل، وأصله في الفدية يقال: لم يقبلوا منهم صرفًا ولا عدلًا، أي لم يأخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقتيلهم رجلًا واحدًا، أي طلبوا منهم أكثر من ذلك، ثم جعل بعد في كل شيء حتى صار مثلًا فيمن لم يؤخذ منه الذي يجب عليه وألزم أكثر منه.

١٤- خطبته في مرض موته عن الفضل بن عباس قال: جاءني رسول الله ﷺ، فخرجت إليه _فوجدته موعوكًا قد عصب رأسه، فقال: خذ بيدي يا فضل، فأخذت بيده حتى جلس على المنبر، ثم قال ناد في الناس، فاجتمعوا إليه، فقال: "أما بعد: أيها الناس فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وإنه قد دنا مني خفوق١ من بين أظهركم، فمن كنت جلدت له ظهرًا، فهذا ظهري فليستقد٢ منه ومن كنت شتمت له عرضًا، فهذا عرضي فليستقد منه، ومن أخذت له مالًا فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يخش الشحناء من قبلي، فإنها ليست من شأني، إلا وإن أحبكم إلي من أخذ مني حقًّا إن كان له، أو حللني فلقيت ربي وأنا طيب النفس، وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مرارًا".

١ خفق النجم يخفق خفوقًا: غاب، والطائر طار، والليل ذهب أكثره. ٢ فليقتص "من القود" وهو القصاص، أقاد القاتل بالقتيل قتله به، واستقاد الحاكم سأله أن يقيد القاتل بالقتيل.

1 / 158