12

Em‘ān al-Naẓar fī Mashrū‘iyyat al-Bughd wa al-Hajr

إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر

ناشر

دار التوحيد

اصناف

السُّنة مع العلم بها أنه يُهجر (١)؛ وروى البخاري عن الحسَن أنه قال: (ليس بينك وبين الفاسق حُرْمة) (٢). وقد قال ابن عقيل: (إذا أرَدْتَّ أنْ تعلم مَحْلَّ الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زِحَامِهم في أبوابِ الجوامِعِ ولاَ ضَجيجهم بِلبَّيْك، وإنما انظرْ إلى مُوَاطأتهم أعداءِ الشَّريعة!) انتهى (٣). هذه الْمُوَاطَأة صَارَتْ في زَمانِنَا تَزَمُّتًا وَضِيقَ عَطَن!. قال شيخ الإسلام: (وهكذا السنة في مقارنة الظالمين والزناة وأهل البدع والفجور وسائر المعاصي، لا ينبغي لأحد أن يُقارنهم ولا يخالطهم إلى على وجه يَسْلم به من عذاب الله ﷿، وأقَلُّ ذلك أن يكون مُنكَرًا لِظُلْمِهِمْ مَاقِتًا لَهُم شانئًا ما هُمْ فيه بحسَب الإمْكَان، كما في الحديث: «مَنْ رَأى مِنْكُمْ مُنكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتطع فَبِقَلْبِه وَذَلِكَ أضْعَفُ الإِيِمَان» (٤» انتهى (٥).

(١) أنظر: «تحفة الإخوان»، ص (٥٨). (٢) «الأدَب المفرَد»، ص (٣٥١). (٣) أنظر: «غذاء الألباب» للسفاريني (١/ ٢٣١)، و«الآداب الشرعية) لابن مفلح (١/ ٢٦٨). (٤) أخرجه مسلم برقم (٤٩)، وابن حبان في «صحيحه» برقم (٣٠٦)، والنسَائي في «سننه الكبرى» برقم (١١٧٣٩)، وأبو داود برقم (١١٤٠)، والترمذي برقم (٢١٧٢)، وابن ماجه برقم (١٢٧٥)، وأحمد في «مسنده» برقم (١١١٦٦)، وغيرهم؛ وكلهم من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ مرفوعًا. (٥) «مجموع الفتاوى»، (١٥/ ٣٢٤).

1 / 15