Egyptian Magazine 'Al-Zuhur'
مجلة «الزهور» المصرية
ناشر
دار صادر تصويرا عن
اصناف
شكري غانم فتح الملاعب الفرنسوية بروايته، وجورج أبيض استولى عليها بإلقائه.
عرفت جورج أبيض منذ سنتين وقابلته طويلًا ثاني مرة منذ سنة قبل رجوعه إلى باريس لتأليف الجوق العائد إلينا به الآن. وقد سمعته يمثل قطعًا من أشهر الروايات في بعض المجالس الخصوصية. فرأيت منه ممثلًا بارعًا قادرًا، ينشد الشعر بفخامة وجزالة في الصوت، ولطافة ورشاقة في الحركة، وحدة وبريق في العينين، فتتغلغل نبراته من السمع إلى القلب، وتستوقف حركاته النظر، وتنفذ نظراته في الفؤاد، حتى إذا ما ترك المرسح وعاد يحدثك، رأيت فيه شابًا لطيفًا طيب المعشر، بل تكاد تجد فيه شيئًا من البرودة والجمود.
وقد خصته الطبيعة بصفات ثمينة للمثل، فهو عذب النطق فصيحه، عريض الصدر قويه، يتدفق صحة وعافية، يحب فنه الجديد حبًا أشبه العبادة، وقد قرن كل ذلك بإرادة شديدة
حملته على تذليل كل الصعاب للوصول إلى تحقيق أمنيته، ومضاهاة الغربيين في فن الإلقاء.
وقف على المرسح لأول مرة في مدرسة الحكمة في بيروت حيث مثل وهو تلميذ صغير دورًا في رواية الدراهم الحمراء فسر وأعجب من سمعه. وجعل التمثيل منذ ذاك العهد نصب عينيه.
كبر التلميذ وأنهى دروسه، ودخل العالم ذلك المرسح الكبير حيث تتمثل أمامنا كل يوم ألف رواية. .
واتفق منذ خمس سنوات أنه لما كان رئيسًا لمحطة سيدي جابر أقيمت
1 / 66