Educational Milestones for Aspiring High Religious Authorities
معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية
اصناف
تقول: قال الإمام ﵀، تذكره بالإمامة وتشرفه وتكرّمه؛ وتميزه عند ذكره عن عامة الناس بهذه الألقاب؛ لأن الله ﷾ أدّبَ أصحاب النبي ﷺ بذلك في قوله: «لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا» [النور:٦٣] .
لا ينبغي أن يدعوَ الإنسانُ رسول الله ﷺ باسمه مجردًا –صلوات الله وسلامه عليه-، وإنما يقول: يا رسول الله، ويا نبي الله –أي في حياته-، ولأن العلماء ورثة الأنبياء، فلا يقال: قال فلان وقال فلان ... يذكره باسمه مجردًا، وإنما يذكره بما يدل على علمه ورفعة قدره، وأنه ليس كعامة الناس، فهذا حق من حقوقه.
وقد قال ﷺ: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه) (١) [٢٠])، فكيف بإجلال العالم الحافظ لكتاب الله، والحافظ لسنة النبي ﷺ الذي أحيا الله به السنة، وأمات به البدعة، لا شك أنه أحق، وإجلاله إجلال للدين، وإذا ذكر العالم بوصف التشريف والتكريم أحست الناس بهيبة العالم، وأحست بمكانة العالم، وإذا ذُكِر كما يُذكر عوامّ الناس، لم يُفرّق بينه وبين العوام، فهذه مظلمة في حق العلماء –رحمة الله عليهم-، وهذا يستوي فيه الأحياء والأموات، ما دام أنه عالِم بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ، فينبغي أن يُجَل وأن يُكرّم.
المَعْلَمْ الثالث: أن يعتني بردّ الجميل لهم:
_________
(١) ٢٠]) رواه أبو داود من حديث أبي موسى ﵁، وحسنه الشيخ الألباني ﵀ في صحيح الترغيب والترهيب برقم (٩٣) .
1 / 20