Educational Milestones for Aspiring High Religious Authorities
معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية
اصناف
[١٣]) .
قال بعض العلماء في قوله تعالى: «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» [الحج:٣٢]: المراد بالشعائر جمع شعيرة، وهي ما أشعر الله بتعظيمه، والله أشعر بتعظيم العلماء، فيدخلون في الآية، وليس المراد من تعظيم العلماء الغلو والخروج عن المنهج النبوي، وإنما المراد إعطاء تلك القلوب التي حفظت دين الله، وحفظت كتاب الله وسنة نبيه ورسوله ﷺ حقها وقدرها في مصافحتهم، وفي الحديث معهم وفي مجالستهم وفي مناقشتهم ومناظرتهم، وفي الأخذ عنهم، فما يليق بطالب علم أن يجلس بين يد عالمٍ فيسيء الأدب معه سواءً بالخطاب، أو في لحن القول والجواب، أو في غير ذلك مما يكون في مشهده وغيبته. فكم من طلاب علم مقتهم الله لسوء أدبهم مع العلماء والعياذ بالله.
وكان للسلف الصالح –﵏ قصب السبق في الأدب مع العلماء (١) [١٤]) ﵏، وكانوا يجلون العلماء وأهل العلم.
هذا ابن عباس ﵀ النير النبراس، وارث الكتاب والسنة، لما توفي رسول الله ﷺ أحَبّ أن يكون من طلاب العلم، فجاء إلى زيد بن ثابت وتعلق قلبه به، فكان يمسك بركاب زيد، وكان زيد يجل منه ذلك حتى قال له: ما هذا يا ابن عم رسول الله ﷺ؟ فقال ابن عباس: هكذا أمرنا بأن نصنع بعلمائنا (٢) [١٥]) .
_________
(١) ١٤]) ولما عوتب الإمام الشافعي ﵀ على تواضعه للعلماء، قال:
أهينُ لهم نفسي فهمُ يكرمونها ... ... ... ولن تكرمّ النفسُ التي لا تَهينها. اهـ.
تذكرة السامع والمتكلم (ص:٨٧)، ومناقب الشافعي، للبيهقي (ص:١٢٧) .
(٢) ١٥]) رواه الخطيب في (الجامع لأخلاق الرائي والسامع) (١/١٨٨)، وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة، والحافظ ابن عبد البر في الجامع (ص:٥١٤)، وصححه المحقق.
1 / 15