عنه كشحا. فالسار فيها غار. والنافع فيها ضار. وصل رخاؤها بالبلاء. وجعل بقاؤها إلى الفناء. فرحها مشوب بالحزن
وآخر غمومها إلى الوهن. فانظر إليها بعين الزاهد المفارق
ولا تنظر إليها بعين الصاحب الوامق. إعلم يا هذا أنها
تشخص الوادع الساكن. وتفجع المغتبط الآمن. لا يرجع
منها ما تولى فأدبر. ولا يدري من هو آت فيحذر. أمانيها
كاذبة. وآمالها باطلة. صفوها كدر. وابن آدم فيها على
خطر. إ ما نعمة زائلة. وإما بلية نازلة. وإما معظمة جائحة
وإما منية قاضية. فلقد كدرت عليه المعيشة إن عقل. وأخبرته
عن نفسها إن وعى. ولو كان خالقها جل وعز لم يخبر عنها
خبرا. ولم يضرب لها مثلا. ولم يأمر بالزهد فيها. والرغبة
عنها. لكانت وقائعها وفجائعها قد انبهت النائم. ووعظت الظالم
صفحہ 40