121

دستور العلماء

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

ناشر

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

ایڈیشن نمبر

الأولى، 1421هـ - 2000م

تقع محمولات على الموضوع بحمل ذو وحينئذ يجوز التعبير عنها بكلمة هل لأنه يجوز أن يقال مكان كيف زيد هل زيد ذو سواد أو ذو بياض ومكان متى زيد هل زيد في يوم الجمعة أو في يوم الخميس وعلى هذا القياس فرجع جميع المطالب إلى مطلب هل.

إذا تقرر هذا فثبت أن مطلب هل من أمهات المطالب وكلمة ما سؤال عن الحقيقة أي تحصيل تصور الماهية الموجودة. فكلمة (هل) لا يمكن أن تكون مؤدية لمطلب ما وكلمة (لم) سؤال عن العلة والعلة لا تكون محمولا على المعلول بحمل فيكون مطلب ما ومطلب لم أصلين غير مندرجين في مطلب هل فيكونان أيضا من أمهات المطالب كمطلب هل. وقيل الوجه لكون الثلاثة المذكورة من أمهات المطالب. إن الوجود من أمهات المطالب لأنه مبدء الآثار الخارجية فيكون الوجود مبدأ لجميع المطالب كما أن الأم مبدء للأولاد. ومطلب هل الوجود ومطلب ما الحقيقية الماهية الموجودة فيرجع إلى الوجود ومطلب لم العلة المفيدة للوجود فيرجع إلى الوجود أيضا. والحاصل أن هذه الثلاثة متضمنة للوجود الذي هو أم المطالب فتكون أمهات المطالب. ومما ذكرنا يمكن أن يتكلف ويذكر وجه كون مطلب أي من أمهات المطالب كما قيل. قال بعض شراح سلم العلوم وإما مطلب من الذي هو مطلب الهوية الشخصية أي العارض المشخص لذي العلم أو الجنس من ذي العلم كقولك من جبرائيل جني أم أنسي أم ملكي وقليلا ما يستعمل في هذا السؤال. و (كم) الذي هو مطلب تعيين المقدار أو العدد (وكيف وأين ومتى) الذي يطلب بها تعين الكيفيات وتعين حصول الشيء في المكان والزمان أما ذنابات أي توابع للأي إن كان المطلوب بها المميز أو مندرجة في الهل المركبة إن كان المطلوب بها تصديق بكون شيء على هذه الأحوال انتهى فإن قلت هل بين هذه المطالب وأدواتها ترتيب بالتقدم والتأخر أم لا قلنا مطالب ما الشارحة متقدم على مطلب هل البسيطة فإن الشيء ما لم يتصور مفهومه لم يمكن طلب التصديق بوجوده كما أن مطلب هل البسيطة متقدم على مطلب ما الحقيقية إذ ما لم يعلم وجود الشيء لم يمكن أن يتصور من حيث إنه موجود وعلى مطلب هل المركبة إذ ما لم يصدق بوجود شيء في نفسه لم يصدق بثبوت شيء له ومنه يعلم تقديم مطلب ما الشارحة على مطلب ما الحقيقية ومطلب هل المركبة إذ المتقدم على المتقدم على الشيء متقدم على ذلك الشيء. ولا ترتيب ضروري بين الهل المركبة والما الحقيقية لكن الأولى تقديم الما الحقيقية واكتفيت على هذا القدر من التفصيل وإن كان مقتضيا للتطويل، خوفا لملال الطالبين، وصونا عن كلال الراغبين، مع أني متشتت البال بعدم الرفيق الشفيق وإيذاء بعض الإخوان. اللهم وفقه بما لا ينافي بقاء الإيمان.

أمهات الكسور: تسعة. وهي النصف - والثلث - والربع - والخمس - والسدس - والسبع - والثمن - والتسع - والعشر. لأن سائر الكسور المنطقة إنما تتولد عن هذه

صفحہ 127