87

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

تحقیق کنندہ

عرفات مطرجي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٨/١٩٩٨هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

) وَقَالَ فِي الرِّيَاح: ﴿وَمن آيَاته أَن يُرْسل الرِّيَاح مُبَشِّرَات﴾ وَهَذَا هُوَ معنى دُعَائِهِ ﵇ عِنْد عصوف الرِّيَاح: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا. أَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمعدل قِرَاءَة عَلَيْهِ، قَالَ: حَدثنَا القَاضِي الشريف أَبُو عمر الْقَاسِم بن جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَثْرَم، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد ابْن يحيى - وَهُوَ السُّوسِي - قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو عَليّ الرَّحبِي قَالَ: حَدثنَا عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس ﵀ قَالَ: هَاجَتْ ريح أشْفق مِنْهَا رَسُول الله ﷺ، ثمَّ اسْتَقْبلهَا، وَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ وَمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَة وَلَا تجعلها عذَابا. وَذكر ابْن عمر ﵁ أَن الرِّيَاح الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن: ثَمَان. أَربع رَحْمَة، وَأَرْبع عَذَاب، فَأَما الَّتِي للرحمة فالمبشرات والمرسلات والذاريات والناشرات، وَأما الَّتِي للعذاب فالصرصر والعقيم، وهما فِي الْبر، والعاصف والقاصف وهما فِي الْبَحْر. [٦٦] وَيَقُولُونَ فِي ضمن أقسامهم: وَحقّ الْملح، إِشَارَة إِلَى مَا يؤتدم بِهِ فيحرفون المكنى عَنهُ لِأَن الْإِشَارَة إِلَى الْملح فِيمَا تقسم بِهِ الْعَرَب، هُوَ إِلَى الرَّضَاع لَا غير، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَول وَفد هوَازن للنَّبِي ﷺ: لَو كُنَّا ملحنا لِلْحَارِثِ أَو للنعمان لحفظ ذَلِك فِينَا، أَي لَو أرضعنا لَهُ وَعَلِيهِ قَول أبي الطمحان فِي قوم أضافهم، فَلَمَّا أجنهم اللَّيْل استاقوا نعمه:

1 / 95