153

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

تحقیق کنندہ

عرفات مطرجي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٨/١٩٩٨هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

إِلَى رَاحِلَته فركبها، ثمَّ نَصهَا رَاجعا نَحْو الْحجاز.
فَمَكثَ هِشَام يَوْمه غافلا عَنهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْل تعار على فرَاشه، فَذكره وَقَالَ فِي نَفسه: رجل من قُرَيْش قَالَ حِكْمَة، ووفد إِلَيّ فجبهته ووددته عَن حَاجته، وَهُوَ مَعَ هَذَا شَاعِر لَا آمن مَا يَقُول.
فَلَمَّا اصبح سَأَلَ عَنهُ، فَأخْبر بانصرافه.
فَقَالَ: لَا جرم ليعلمن أَن الرزق سيأتيه، ثمَّ دَعَا بمولى وَأَعْطَاهُ ألفي دِينَار، وَقَالَ لَهُ: الْحق بِهَذِهِ ابْن أذينة فأعطه إِيَّاهَا.
قَالَ: فَلم أدْركهُ إِلَّا وَقد دخل بَيته، فقرعت الْبَاب عَلَيْهِ، فَخرج فأعطيته المَال، فَقَالَ: أبلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ السَّلَام، وَقل لَهُ: كَيفَ رَأَيْت قولي، سعيت فأكديت، وَرجعت إِلَى بَيْتِي فَأَتَانِي فِيهِ الرزق.
وَمِمَّا يرْوى أَيْضا بِهَذَيْنِ الحرفين قَول أبي بكر بن دُرَيْد فِي مقصورته:
(أرمق الْعَيْش على برض فَإِن ... رمت ارتشافا رمت صَعب المنتسى)
فَمن رَوَاهُ بِالسِّين الْمُهْملَة فَمَعْنَاه المبتعد واشتقاقه من أنسأ الله أَجله، أَي باعده، وَمن رَوَاهُ بالشين الْمُعْجَمَة، فَمَعْنَاه استقصاء الشّرْب بالمشافير.
[١٢٣] وَيَقُولُونَ فِي جَوَاب من قَالَ: سَأَلت عَنْك: سَأَلَ عَنْك الْخَيْر فيستحيل الْمَعْنى بِإِسْنَاد الْفِعْل إِلَيْهِ، لِأَن الْخَيْر إِذا سَأَلَ عَنهُ فَكَأَنَّهُ جَاهِل بِهِ أَو متناه عَنهُ، وصواب القَوْل: سُئِلَ عَنْك الْخَيْر، أَي كَانَ من الْمُلَازمَة لَك والاقتران بك بِحَيْثُ يسْأَل عَنْك

1 / 161