رحمه الله تعالى وقيل إن نور الدين الشهيد كان يحشو القطائف للفقهاء ويملأ هذا الجرن الرخام ويجتمعون عليه ويأكلونها وهذا دقلطيانوس هو أخر ملوك رومية قيل إنه ملك عشرين سنة وهذا الجرن الرخام هو إلى الآن بالمدرسة الحلاوية
وأما مزراراتها ومعابدها
فأما قلعة حلب ففيها مقاما إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام الأعلى والأسفل وقيل إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يضع أثقاله بتلك القلعة وكان مقيما بها ويبث رعاته إلى نهر الفرات والجبل الأسود ويحبس بعض الرعاة بما معهم عنده ويأمر بحلب ما معهر واتخاذ الأطعمة وتفريقها على الضعفاء والمساكين وأما المقام التحتاني فكان موضع كنيسة النصارى إلى أيام بني مرداس وقد قيل كان فيها المذبح الذي قرب عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام فغيرت بعد ذلك وجعلت مسجدا للمسلمين وجدد عمارته نور الدين محمود بن زنكي ووقف عليه وقفا حسنا ورتب فيه مدرسا يدرس العلم على مذهب أبي جنيفة رضي الله عنه وأما المقام الأعلى تقام فيه الخطبة في القلعة ويصلي فيه السلطان إذا كان في القلعة الجمعة وفيه رأس يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام موضوع في حجرن من الرخام في خزانة ووقع الحريق في ليلة من الليالي في المقام المذكور فاحترق جميعه في سنة أربع وستمائة ولم يحترق الجرن المذكور ودفع الله النار عنه وهذا اليوم هو في المقام التحتاني بالقلعة
صفحہ 75