286

دُرِّ مَنثُور

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

ناشر

دار الفكر

پبلشر کا مقام

بيروت

وَأخرج الْأَزْرَقِيّ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ الْمَرْء يُرِيد الطّواف بِالْبَيْتِ أقبل يَخُوض الرَّحْمَة فَإِذا دَخلته غمرته ثمَّ لَا يرفع قدمًا وَلَا يضع قدمًا إِلَّا كتب الله لَهُ بِكُل قدم خَمْسمِائَة حَسَنَة وَحط عَنهُ خَمْسمِائَة سَيِّئَة وَرفعت لَهُ خَمْسمِائَة دَرَجَة فَإِذا فرغ من طَوَافه فَأتى مقَام إِبْرَاهِيم فصلى رَكْعَتَيْنِ دبر الْمقَام خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه وَكتب لَهُ أحر عتق عشر رِقَاب من ولد إِسْمَاعِيل واستقبله ملك على الرُّكْن فَقَالَ لَهُ: اسْتَأْنف الْعَمَل فِيمَا بَقِي فقد كفيت مَا مضى وشفع فِي سبعين من أهل بَيته
وَأخرج أَبُو دَاوُد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله ﷺ لما دخل مَكَّة طَاف بِالْبَيْتِ وَصلى رَكْعَتَيْنِ خلف الْمقَام يَعْنِي يَوْم الْفَتْح
وَأخرج البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن عبد الله بن أبي أوفى أَن رَسُول الله ﷺ اعْتَمر فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَصلى خلف الْمقَام رَكْعَتَيْنِ
وَأخرج الْأَزْرَقِيّ عَن طلق بن حبيب قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فِي الْحجر إِذْ قلص الظل وَقَامَت الْمجَالِس إِذا نَحن ببريق ايم طلع من هَذَا الْبَاب - يَعْنِي من بَاب بني شيبَة والأيم الْحَيَّة الذّكر - فاشرأبت لَهُ أعين النَّاس فَطَافَ بِالْبَيْتِ سبعا وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَرَاء الْمقَام فقمنا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: أَيهَا الْمُعْتَمِر قد قضى الله نسكك وَأَن بأرضنا عبيدا وسفهاء وَإِنَّمَا نخشى عَلَيْك مِنْهُم فكوّم بِرَأْسِهِ كومة بطحاء فَوضع ذَنبه عَلَيْهَا فسما بالسماء حَتَّى مَا نرَاهُ
وَأخرج الْأَزْرَقِيّ عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: كَانَت امْرَأَة من الْجِنّ فِي الْجَاهِلِيَّة تسكن ذَا طوى وَكَانَ لَهَا ابْن وَلم يكن لَهَا ولد غَيره فَكَانَت تحبه حبا شَدِيدا وَكَانَ شريفًا فِي قومه فتزوّج وأتى زَوجته فَلَمَّا كَانَ يَوْم سابعه قَالَ لأمه: يَا أُمَّاهُ إِنِّي أحب أَن أَطُوف بِالْكَعْبَةِ سبعا نَهَارا
قَالَت لَهُ أمه: أَي بني إِنِّي أَخَاف عَلَيْك سُفَهَاء قُرَيْش فَقَالَ: أَرْجُو السَّلامَة
فَأَذنت لَهُ فولى فِي صُورَة جَان فَمضى نَحْو الطّواف فَطَافَ بِالْبَيْتِ سبعا وَصلى خلف الْمقَام رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أقبل منقلبًا فَعرض لَهُ شَاب من بني سهم فَقتله فثارت بِمَكَّة غبرة حَتَّى لم يبصر لَهَا الْجبَال
قَالَ أَبُو الطُّفَيْل: بلغنَا أَنه إِنَّمَا تثور تِلْكَ الغبرة عِنْد موت عَظِيم من الْجِنّ
قَالَ: فَأصْبح من بني سهم على فرشهم موتى كثير من قتل الْجِنّ فَكَانَ فيهم سَبْعُونَ شَيخا أصلع سوى الشَّاب
وَأخرج الْأَزْرَقِيّ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ: مَا أعلم بَلَدا يُصَلِّي فِيهِ حَيْثُ أَمر

1 / 294