در مندود
الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود
ناشر
دار المنهاج
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٦ هـ
پبلشر کا مقام
جدة
تعظيم قبره ﷺ ما أمروا به.
والحثّ على زيارة قبره الشريف قد جاء في عدة أحاديث بينتها في «حاشية الإيضاح» مع الرد على من أنكر ذلك، وهو ابن تيمية، عامله الله تعالى بعدله «١» .
كيف وقد أجمعت الأمة- كما نقله غير واحد من الأئمة- على أن ذلك من أفضل القربات، وأنجح المساعي؟!
ومعنى: «ولا تتخذوا بيوتكم قبورا» «٢» قيل: كراهة الصلاة في المقبرة؛ أي: لا تجعلوا القبور محل صلاتكم كالبيوت، وعليه يدل كلام البخاري.
وقيل: معناه لا تجعلوها قبورا؛ أي: كالقبور في أن من صار إليها لا يصلّي ولا يعمل، ورجّحه جمع للرواية الآخرى: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا» «٣» .
وقيل: معناه النهي عن دفن الموتى في البيوت، وهو ظاهر اللفظ، ودفنه ﷺ في بيته من خصائصه.
وقيل: معناه من لم يصلّ في بيته.. جعل نفسه كالميت، وبيته كالقبر، ويؤيده خبر مسلم: «مثل البيت الذي يذكر الله ﷿ فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحيّ والميّت» «٤» .
وعلم من هذه الأحاديث أيضا: أنه ﷺ حيّ على الدوام؛ إذ من المحال العادي أن يخلو الوجود كله عن واحد يسلّم عليه ﷺ في ليل أو نهار، فنحن نؤمن ونصدّق بأنه ﷺ حيّ يرزق، وأن جسده الشريف لا تأكله الأرض، والإجماع على هذا.
_________
(١) حاشية الإيضاح (ص ٤٨١) .
(٢) أخرجه ابن ماجه (١٣٧٧)، وأحمد (٤/ ١١٤)، والطبراني في «الكبير» (٥/ ٢٥٨) .
(٣) أخرجه البخاري (٤٣٢)، ومسلم (٧٧٧)، وابن خزيمة (١٢٠٥) وغيرهم.
(٤) صحيح مسلم (٧٧٩) .
1 / 158