در مندود
الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود
ناشر
دار المنهاج
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٦ هـ
پبلشر کا مقام
جدة
وحديث: «إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث» «١»، وفي لفظ: «إن بمكة حجرا كان يسلم عليّ ليالي بعثت، إني لأعرفه إذا مررت عليه» «٢»، وفيه إيماء إلى ما اشتهر على ألسنة الخلف عن السلف أنه الحجر البارز الآن بزقاق المرفق؛ لأنه كان على ممرّه ﷺ إلى بيت خديجة.
[معنى السلام عليه ص]
وحديث: «علّم جبريل رسول الله ﷺ كيف يتوضأ، فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم انصرف؛ فلم يمر على حجر ولا مدر.. إلا وهو يسلم عليه يقول: سلام عليك» «٣» .
واختلف في معناه:
فقيل: (السلام) الذي هو من أسماء الله تعالى (عليك) أي: لا خلوت من الخير والبركة، وسلمت من كل مكروه؛ لأن اسم الله تعالى المنقول من معنى إذا ذكر على شيء.. أفاده ذلك.
وقيل: بمعنى السلامة من المذام والنقائص؛ فمعنى (اللهم سلم عليه):
اللهم اكتب له في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص؛ لتزداد دعوته على ممر الأيام علوا، وأمته تكاثرا، وذكره ارتفاعا.
وقيل: من المسالمة والانقياد، وعلى الأخيرين إنما عدّي ب (على) لأنّ المعنى: قضى الله به عليك، وقضاؤه تعالى إنما ينفذ في العبد من أجل ملكه وسلطانه الذي عليه؛ فلإفادة (على) ذلك كانت أبلغ من (لك) .
[حكمة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في التشهد]
وخوطب بالحضور مع أن سياق التشهد يقتضي الغيبة؛ لأن المصلي لمّا
_________
- النبوة» (٦/ ٦٩) .
(١) أخرجه مسلم (٢٢٧٧)، وابن حبان (٦٤٨٢)، وأحمد (٥/ ٨٩)، وغيرهم.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٦٢٤)، والطبراني في «الكبير» (٢/ ٢٤٥)، وأحمد (٥/ ١٠٥) .
(٣) لم نجده بتمامه، وعزا الإمام الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/ ٢٦٢) شطره الثاني إلى البزار.
1 / 113