الدر الفريد وبيت القصيد
تأليف
محمد بن أيدمر المستعصمي (٦٣٩ هـ - ٧١٠ هـ)
تحقيق
الدكتور كامل سلمان الجبوري
تقديم
أ. د نوري حمودي القيسي
دار الكتب العلمية
نامعلوم صفحہ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد
[١]
1 / 3
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد
التصنيف: موسوعة شعرية
الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة ٧١٠ هـ)
الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري
الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت
عدد الصفحات: ٦٥١٢ (١٣ مجلدًا)
قِيَاس الصفحات: ١٧ × ٢٤ سم
سنة الطباعة: ١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
بلد الطباعة: لبنان
الطبعة: الأولى
جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
1 / 4
مقدمة التحقيق
1 / 5
الدر الفريد وبيت القصيد (١)
الأستاذ الدكتور نوري حمودي القيسي
عضو المجمع العلمي العراقي سابقًا
الشعر ديوان علم العرب، ومنتهى حكمهم، وإليه يصيرون، فهو علم قوم لم يكن لهم أصح منه، وجدوا فيه حياتهم فعبروا عنها، واستذكروا أيامهم فرجعوا إليه، وضاقت بهم الحياة فسربوا همومها في أبيات وسعت مجالات المعرفة فسجلوا ملاحظاتهم وتجربتهم، ودونوا معارفهم وعلومهم، وحين جاء الإسلام تشاغل العرب عن الشعر بالجهاد، ولما اطمأنوا بالأمصار راجعوا رواية الشعراء، فلم يؤولوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب فحفظوا أقل وذهب عليهم منه كثير، حتى قيل ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علم وشعر كثير، ومما يدل على ذهاب الشعر وسقوطه قلة ما يبقى بأيدي الرواة المصححين.
وبقيت هذه الحالة ملازمة في كل عصر حتى أصبحنا نفقد في كل مرحلة عددًا من دواوين الشعر أو أقدارًا من الشعر الذي تناثرت أجزاؤه، وتبددت أغراضه، وتاهت بعض مقطوعاته، لأنها لم تقع في إطار استشهاد نافع أو استدلال بلاغي أو استذكار قاعدة. وظلت دواوين الشعراء تخضع لأذواق أصحاب الاختيار الذين تميل بهم إلى التقاط ما يجدونه مناسبًا. وجمع ما يوافق أغراضهم في التأليف واقتطاع ما يرونه منسجمًا مع الحالة التي يريدون الوقوف عليها فجاءت اختيارات المفضل وهي على قلتها تدل على المجاميع الكبيرة التي انتقى منها اختياراته وتؤكد تحكم ذوقه الذي
_________
(١) عن: المستدرك على صناع الدواوين، ط عالم الكتب - بيروت ١٤١٩ هـ / ١٩٩٨ م ١/ ٢٦٥ - ٢٧٢.
1 / 7
حمله على هذا الاختيار فجاءت موزعة على سبعة وستين شاعرًا، منهم ستة شعراء إسلاميون وأربعة عشر مخضرمون والباقون جاهليون لم يدركوا الإسلام وعلى الرغم من اختلاف عددها الذي وصل إلينا وهو يتراوح بين مائة وست وعشرين قصيدة وما أضيف إليها وهو أربع قصائد وجدت في بعض النسخ فان ثمانين قصيدة منها هي أصل الكتاب ولا بد أن تظل قصائد الشعراء الذين اختيرت لهم هذه القصائد بعيدة عن الاستشهاد، وإذا عمدنا إلى النص الذي رواه صاحب الأمالي بشأن طريقة الاختيار لأدركنا أنها كانت من أشعار المقلين وأنها اختيرت لتأديب الفتيان وأنها تمثل أجود ما عند الشاعر في ذوق المفضل، وقد روعيت فيها خصال الأدب وطبائع الكرم ومآثر الشجاعة ومناقب الآباء وبهذا خسرنا مجاميع من الشعراء لم نظفر فيها إلا بما أورده المفضل وما يقال عن المفضليات يقال عن الأصمعيات والحماسات والنوادر والأمالي والجمهرة والاختيارين ويأتي صاحب منتهى الطلب لينص على ذلك فيقول: ولم أخل بذكر أحد من شعراء الجاهلية والإسلاميين الذين يستشهد بشعرهم إلا من لم أقف على مجموع شعره ولم أره في خزانة وقف ولا غيرها وإنما كتبت لكل واحد ممن ذكرت أفصح ما قال وأجوده حتى لو سبر ذلك على منتقد بعلم عرف صدق ما قلت واخترت هذه القصائد، وقد جاوزت ستين سنة بعد أن كنت قد نشأت ويفعت مبتلى بهذا الفن. وقد أكدت دواوين الشعراء التي صدرت كمية الشعر التي أغنى بها هذا السفر الخالد الشعر العربي وما أضافت تلك القصائد إلى الأغراض الشعرية وما يمكن أن تقدمه إلى دراسة الأدب وتاريخه وما ترفد به حركة النقد وتضيفه إلى الخصائص الفنية.
وفي كل مرحلة من هذه المراحل تختزل مجاميع من الشعراء وتفقد أعداد من قصائدهم ليضيع في ثناياها جهد عقلي وحس وجداني وعاطفة إنسانية وتعبير إبداعي تمخض عن معاناة صعبة استخلص من تجربة قاسية. وقد أجود العلماء الأوائل عقولهم في استنباط العلوم وحفلت المكتبة العربية بتلك الجهود التي ظلت موضع عناية ومنار هداية دهرًا طويلًا يستمد منها الباحثون علومهم وينهلون من مواردها العذبة ما يروي ظمأهم ويغني معرفتهم، ولا تزال أنوار تلك العقول تشع على العالم
1 / 8
وتملأ زواياه بما أفاضت به على الحضارات عطاء خيرًا وعلومًا نافعة أنارت دروب البشرية وأنقذتها من مهاوي الضلال وكرمت الإنسان بما أنعم اللَّه عليه من نِعَم الوفاء وفضيلة التسامح وعزة النفس ولما اتصفت به من تواضع وتميزت به من دقة وعرفت به من أمانة.
وبقيت بعض هذه الكنوز حبيسة المكتبات ورهينة النسيان الذي طوى أفكارها وأخفى علومها ففقدت الأمة من وسائل المعرفة أكداسًا ضخمة وتوزعت أعدادًا كبيرة من هذه الأسفار في أماكن بعيدة فعانت التآليف من غربة المكان واغتراب الصُّحبة وما أوشك أن يطفئ نورها ويضعف قوتها ويفقدها رونقها الذي ظل زاهيًا على امتداد العصور والأزمان. وإذا كانت هناك أعمال جليلة يضطلع بها الرجال المؤمنون بتراث الأمة فإن معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية يقف على رأس المؤسسات الكبيرة التي تقدم في كل يوم مجموعة من النوادر الفريدة والمصادر التراثية المحمودة وبجهود مديره (الدكتور فؤاد سزكين) والعاملين الذين يواصلون العلم ليل نهار من أجل تصوير تلك المخطوطات في سلسلة عيون التراث ليضعوا بين يدي القارئ تلك الفرائد. . ويمثل كتاب (الدر الفريد وبيت القصيد) لمحمد بن أيدمر واحدًا من تلك الكتب التي نهجت نهجًا جديدًا في التأليف وسلكت مسلكًا في الاختيار إذ قال مؤلفه: لم أجهل قول القائل لا يزال الرجل في أمان من عقله وسلامة في عرضه حتى يقول شعرًا أو يؤلف كتابًا فحينئذ عند الامتحان يكرم الرجل أو يهان وما عدوت أن ألفت فاستهدفت وها أنا أعتذر إلى المطلع فيما جمعته والواقف على ما استحسنته فسطرته، من خلل فيه إن وجده أو زلل لم أقصد تعمده.
ثم يقول: ومما لا ريب فيه أن جماعة من الفضلاء وأعيان الكتاب والأدباء سبقوا إلى ترصيع ما وضعوه وتزيين ما ألفوه وجمعوه بلمع من جواهر الأبيات الأفراد المتداولة في التمثيل والاستشهاد إلَّا أنهم لما رأوا مرامها بعيدًا وتحصيلها صعبًا شديدًا أحجموا عن الإيغال في الإكثار من إثبات أبياتها وقصرت عزائمهم عن الانتهاء إلى غاياتها لأنها قليلة جدًا معدودة عدًا ولا تكاد تضاد إلَّا في النادر من ألفاظ الرجال أجاد الأمثال فأما أنا فإنني أنفقت على ابتغائها بضعة من أعوام العمر وأنفذت في
1 / 9
إحصائها ومن جرّائها معظم الصبر، ورجوت بذلك جزيل الأجر وجميل الذكر واستخرت اللَّه جلّ اسمه وألفت هذا الكتاب ووسمته بكتاب "الدر الفريد وبيت القصيد" وأرسلت فيه عشرين ألف بيت فرد قائم في ذاته شرود فذّ محكم محرّر مضبوط منقح محكّك محتو على شروط فصيح اللفظ صحيح المعنى وافر التشبيه جيد الكتابة مستول على أساليب الحسن والجمال مشتمل على أوصاف التمام والكمال منتخب معد لمبتغيه قابل لكل معنى يصاغ فيه وقفيته على حروف المعجم اقتداء بمن سبق من المؤلفين وتقدم في كتب اللغة والأحاديث والطب والتواريخ وهو أن نراعي حروف أول الكلمة من البيت المفرد فنورده في بابه على ترتيب حروف أب ت ث في أوائلها ليسهل طريق الطلب على متناولها ثم نراعي ما يترتب من حروف بعد ذلك حرفًا حرفًا فيقدّم ما هو مقدّم ما أمكن حذرًا من التكرار وليؤمن حتى نأتي على الأبواب الثمانية والعشرين على هذا النسق المبين. لأن البيت قلما يقع إلينا أبدًا إلا عازبًا شرودًا مفردًا ولا بد من إثباته من ضابط يمنع من التكرير فرتبناه على هذا النظام والتقرير سوى ثلاثة أحرف هن من باب الألف أحدها ما أوله الحمد للَّه فإنا نبدأ به في صدور الأبيات ونستفتح به أوائل كتاب الأفراد السائرات وذلك لما وقع الإجماع عليه من تقديم الحمد في النطق وكما ندب إليه. وثانيهما ما أوله اللَّه ﷻ فإنه قد جاء تلوه إذا كان الحمد والشكر كله له وثالثهما ما أوله أستغفر اللَّه فإنا سنورده في آخر الأبواب وسنأتي به خاتمًا لأبيات هذا الكتاب إن شاء اللَّه.
وفي خاتمة كل حرف ينتهي منه يقول مثلًا. . . كملت عدة أبيات حرف الخاء المعجمة من فوق نقطة واحدة مائتان وثمانون بيتًا في كراسين وأربع قوائم ووجهة هي هذه.
أو تكملت عدة أبيات حرف الحاء المهملة مائتان وستة وستون بيتًا عدا الحاشية وذلك في كراس واحد ووجهة هي هذه والحمد للَّه والصلاة على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه أجمعين.
ويمكن اعتبار هذا النوع من التأليف متميزًا في بابه لأن كتب الاختيار الأولى
1 / 10
كانت لها مناهج أوضحتها في صدر تأليفها. . فالمفضل له منهجه والأصمعي سار على طريقته وصاحب الاختيارين سايرهما في الجمع. والحماسة لها أسلوبها الذي أوضحه أبو تمام ومن جاء بعده وتبقى ظاهرة جمع أشعار الشعراء أفرادًا وقبائل نهجًا آخر. أما جمع الأبيات المفردة التي اعتمدت أبياتًا للاستشهاد اللغوي فقد أخذت طريقًا آخر لأنها جاءت لتأكيد قاعدة، وقد امتد هذا التأليف إلى عصور متأخرة أعقبتها شروح تجاوزت أبيات الشواهد إلى بيان سابق الشاهد ولاحقه إن وجد أو إيراد القصيدة التي منها الشاهد وتفسير المفردات والكشف عن معنى الأبيات اعتمادًا على من سبق من العلماء ناقلين عنهم بدقة وأمانة ناسبين الفضل إلى أهله. وقد قدمت هذه الكتب مادة أدبية وبلاغية ونقدية غزيرة وتراجم ثرة فكانت أقرب إلى كتب الموسوعات منها إلى كتب الشواهد وفي شرح شواهد المغني للسيوطي وشرح أبيات مغني اللبيب والخزانة للبغدادي صورة لهذا التوسع في المعرفة والاستيفاء لما قدمته من معلومات لم ترد إلا فيها وقد اعتمدت هذه الكتب على مكتبات ضخمة نادرة قلما توفرت لغيرهم من العلماء. . .
وكتاب (الدر الفريد وبيت القصيد) يمثل تقدمًا على تلك الكتب لأن صاحبه اختار الأبيات المختارة والمنقحة التي تحتوي على فصيح اللفظ وصحيح المعنى والمستولي على أساليب الحسن والجمال والمشتمل على أوصاف التمام والكمال. .
يقدم المؤلف لكتابه بمقدمة تصل إلى مائة وأربع وثمانين صفحة من الكتاب يتحدث عن البيان وفصاحة لسان العرب والحكم التي بأطراف ألسنتهم معقودة وأشار إلى أن رسول اللَّه ﷺ سمع الشعر وأنشد في مسجده واستشهد به، ثم انتقل إلى الحديث عن طبقات الشعراء وتقسيم الشعر إلى أربعة أضرب، ووقف عند أسباب الشعر حتى إذا خلا من واحد منها كان كالحيوان الذي عابه نقص في خلقته وشَانَه فقد شيء من أعضاء صورته أولها فصاحة اللفظ وإبداع المعنى ويستطرد في ذكر النماذج للتدليل على فصاحة اللفظ. أما إبداع المعنى فهو أن يأتي الشاعر بمعنى غريب لم يسبق إليه قد اخترعته فطنته وابتدعته قريحته ثم يذكر أصناف البديع كصدق التشبيه ومشاكلة التجنيس ومباينة التطبيق ووقوع التضمين ونصوع الترصين وصحة التقسيم
1 / 11
وموافقة التوجيه وحلاوة الاستعارة ولطف المخلص ونظافة الحشو والترديد والتصدير وتأكيد الاستثناء وكمال التتميم والإغراق في الغلو وموازاة المقابلة ووقوع الحافر على الحافر وسهولة التسهيم ودلالة التتبيع والوحي والإشارة وتكريرها وبراعة الابتداء وتمكين القوافي والملاءمة بين صدر البيت وعجزه ثم يباشر بشرح الأصناف مستدلًا عليها بنماذج شعرية، وقد حفلت الهوامش بفوائد جليلة وشواهد مضافة وتعليلات غنية وتفسيرات متممة تغني المتن بمنافعها وترفد المصطلحات باستشهادات لشعراء من عصور مختلفة وآراء جديدة حديثة عن هذه المصطلحات وهو يذكر كتبًا وينقل عن علماء ويستشهد بآراء المبرد وصاحب كتاب محك الفهم ومعيار النظم وأبي العيناء والحاتمي والأصمعي وثعلب وقدامة بن جعفر أما أدوات الشاعر فيفرد لها جانبًا من المقدمة لاعتقاده بأن الشاعر لا غنى له عنها ومتى أعوزه شيء منها نقض شعره انحط قدره. وطبقات الشعراء متفاوتة بحسب مراتبهم من الأدوات والآلات. ويعقب عليها بأقسام الأدب ليكون النحو أولها لأنه قوام اللسان وميزان البيان ورونق الإشارة وزينة النطق والعبارة ولغة العرب التي لا يستقيم الشعر إلّا بها فهي مادة الشاعر والعروض ليعرف به موزون الشعر من مخرومه وخارجه من مطبوعه ثم الإكثار من حفظ الأشعار ليكون حجة ويقف عند صحة الانتقاد لأنّها صناعة غير صنعة نظم الشعر وهي أصعب منه فقد قيل إن نقد الشعر أشدّ من قوله وعمله، وقد يستسهله جاهل بعلمه مغرور بمطاوعة طبعه في نظمه.
وقد أجمع العلماء البلغاء والفضلاء والأدباء على استصعابه حتى لقد كان الفحول من الشعراء ينظم أحدهم القصيدة في سنة كاملة ويفتخر بذلك ويمُنُّ به على الممدوح فيقول جئتك ببنت حولها وهذه من الحوليّ المنقح وصنعة نقد الشعر غير صنعة نظمه. . . ويأتي على نماذج من انتقد عليه الشعر. . . وفي كل باب من هذه الأبواب يحاول المؤلف اختتامها بعبارات توحي بأنه اختصر مخافة الإطالة والإسهاب ويؤكد أن الشرط في هذه المقدمة الاختصار ويفصل بين المدح والشكر فالمدح وصف الخلال والشكر وصف الفعال ثم يستشهد بنماذج شعرية للمدح والشكر ثم يفصل بين المختلق ثم يذكر الفروق بين الولع والهمز والترجيح بين اللّوم والعتب والفرق بين
1 / 12
الهز والاستزادة والتصارف بين الفصل والاعتذار والحدّ بين التقاضي والإذكار ثم يذكر السرقات والتفاوت بين أنواعها ويعلل ذلك بأن كلام العرب ملتبس بعضه ببعض وآخذ أواخره من أوائله والمبتدع منه والمخترع قليل يقسمها إلى ثلاثة ضروب. ضرب أجمع الأدباء من علماء الشعر ونُقّاد الكلام على استحسانه وتسويغه وتجويزه ومسامحة الشاعر فيه ويفصل في هذا وضرب قد استعملته العرب مجازًا وتوسعًا وعزفت عنه أنفس الشعراء الفضلاء والمفلقين الأدباء فلا يوجد في أشعارهم إلا نادرًا ولا يستحسن منهم الإتيان بمثله.
وضرب يستحق معتمده عليه الضرب بل القطع لافتضاحه بشنعة السرق وقبيح الأخذ والإفساد فيه. . .
ويعدد فضائل الشعر لأنه أولى ما تحلّى به الكريم وأحلى ما تمثل به العليم يدل على غزارة المروءة ويزيد في الوداد والأخوة والبسطة والقوة وصناعة بارعة من أدوات الفتوة كما قال عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف في أول مقدمه إلى العراق أجز الشعراء فإنهم يحيُّون مكارم الأخلاق ويحضون على البرّ والسخاء.
ويغني المؤلف بعض حواشي الكتاب بفوائد جليلة لغوية وأدبية وتاريخية. فيذكر أخبارًا عن أبي منصور موهوب بن الخضر الجواليقي اللغوي البغدادي عن تسمية الشهر والهلال وأسماء المشهور وتسميتها وإذا استهواه بيت من شعر أورد ذكر القصيدة كاملة كما صنع في قصيدة ابن الفارض (١).
شربنا على ذكر الحبيب مدامةً ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
وفي قصيدة أبي الحسن علي بن محمد التهامي التي يرثي بها ولده (٢).
وينقل أقوال الحكماء إذا وجد فيها توضيحًا لمفردة أو شرحًا لمعنى أو تفصيلًا في
_________
(١) مخطوط الدر الفريد ٤/ ٣٠.
(٢) مخطوط الدر الفريد ٤/ ٤٦.
1 / 13
شرح بيت (١) وإذا استشهد ببيت هُدْبة بن الخشرم:
عسى الكربُ الذي أمسيتُ فيه ... يكونُ وراءهُ فرجٌ قريبُ
قال: قال أبو بكر الأنباري: قرأت على أبي لهُدْبة بن الخشرم قالها وهو في سجن وفي هامش آخر يقول شبه عسى بكاد يريد كاد الكرب الذي. . .
ويأتي على ذكر القصص والأخبار والأيام ليفسر بعض ما ورد في الأبيات من معاني. ويستطرد في ذكر الأخبار التاريخية. .
وإذا جاء على بيت من قصيدة من المفضليات ذكر أخبارًا عن صاحبها ومناسبة ذكر القصيدة ورواية خبرها ثم يذكر القصيدة وهو يقدم لها بقوله: وهي اختيار المفضل (٢).
وإذا ورد بيت لحاتم الطائي ذكر حاشية وقال: قصيدة حاتم إنشاد هشام بن محمد بن السائب الكلبي ذكرها كاملة وفي نهايتها يذكر تمت القصيدة وعدتها سبعة وثلاثون بيتًا (٣).
وحين يذكر بيتًا لعبد اللَّه بن الدمينة يذكر القصيدة وفي آخرها يذكر عدة الأبيات وهي ثلاثة وأربعون بيتًا (٤).
ويكثر المؤلف من الحديث عن الأمثال الواردة مع شروحها وما يذكر من قصص. والكتاب يتكون من ثلاثة أجزاء يضم الجزء الأول القسم الأول والثاني ويقع في أربعين كراسًا، وقد نجز الجزء الأول في غرة ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين وستمائة. . . أما الأجزاء الأخرى فقد تمت بعد ذلك.
_________
(١) الدر الفريد ٤/ ٤٨.
(٢) الدر الفريد ٤/ ٢٤٦.
(٣) الدر الفريد ٤/ ٢٤٧.
(٤) الدر الفريد ٤/ ٢٦٩.
1 / 14
إن هذا السفر الخالد يقدم لنا مجموعة شعرية تغني عددًا من الدواوين وتستدرك عليها بما لم يتوفر في المصادر التي اعتمد جامعوها عليها. . .
وهي إضافة تترك الباب مفتوحًا أمام المحققين الذين يأخذون أنفسهم بهذا العلم ويرصدون المصادر ليجدوا فيها ما يكمل بعض ما وقفوا عليه. . . واللَّه نسأل الرحمة والمغفرة.
* * *
1 / 15
فَرادةُ الدر الفريد (١)
الأستاذ الدكتور محمد حسين الأعرجي
واسم الكتاب كاملًا هو: "الدرّ الفريد، وبيتُ القصيد" وهو من تأليف محمّد بن أيْدَمر.
وهو كتابٌ فريدٌ في التمثّل الشعريّ، ولكن لا أستطيع أن أقول: إنّه كتاب مختاراتٍ، على الرغم من أنَّه ضمَّ طائفةً من عيون الشعر العربيّ.
وقلتُ: إنّني لا أستطيع أن أصنّفه ضمن كتب المختارات؛ لأنَّ مؤلّفه سلك منهجًا في الاختيار لم يُسبَق إليه. ذلك أنَّه صنّف كتابه على حروف الهجاء، فألزم نفسَه أن يذكر البيت على وفق الحرف الذي يبدأ به، من الألف إلى الياء خاتمًا كتابه بالأبيات التي تبدأ بـ "أستغفر اللَّه. . . " وكأنّه يستغفر لما تقدَّم من ذنبه أن أضاع شيئًا من عمره في تأليف مثل هذا الكتاب، وليس في العبادة.
وإذا كانت فكرةُ أبيات الاستشهاد غير جديدة: إذ أنّنا نعرف من قبلِه كتاب "أبيات الاستشهاد" لأحمد بن فارس الذي حقّقه المرحوم الأستاذ الدكتور عبد السلام محمد هارون ضمن ما حقَّق من "نوادر المخطوطات" فإن منهج ابن أيدمر يختلف عن منهج ابن فارس صاحب "المجمل في اللغة" من وجوه مما يجعله منهجًا جديدًا هي:
أنَّه كان يهم ابن فارس أن يُدوّن ما رآه في عصره مما يستشهد به الناسُ من شعرٍ، فاكتفى بتدوين رسالةٍ صغيرةٍ ربّما يستعينُ بها محقُقو كتب الأمثال على ما يرد في تلك الكتب من شعرٍ يتمثّل به الناس.
_________
(١) عن: في الأدب وما إليه، ط دار المدى - دمشق ٢٠٠٣ م، ص ٢٧٣ - ٢٨٩.
1 / 16
ورسالةُ ابن فارس بهذا المعنى لا تعدو أن تكون فصلًا صغيرًا جدًا من فصول كتب الأمثال من مثل: كتاب "الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة" لحمزة بن الحسن الأصفهاني، و"الأمثال المولّدة" لأبي بكر الخوارزمي، و"جمهرة الأمثال" لأبي هلال العسكري، و"مجمع الأمثال" للميداني، وسواها من الكتب التي تأخّرت عنها.
أمَّا كتابُ ابن أيدمر فهو يكاد يكون موسوعةً شعريّة في بابه. مما سأفيض في الحديث عنه.
وإذا كان أقصى همُ ابن فارس أن يُثبت البيت كما روي دون أن يهمه تقصّي نسبته، فإنَّ ابن أيدمر على خلاف هذا تُهمّه نسبة البيت فإن ذُكر أنه يُنسب لأكثر من واحد ذكر ذلك، وفصله.
ووجهٌ آخر هو أنّ ابن فارس كان يذكر البيت مُفردًا، أمَّا ابن أيدمر فقد كان يهمّه أن يُثبت -حيثما تسنّى له ذلك- أكبر عددٍ من أبيات القصيدة التي ورد فيها البيت المستَشهد به.
وبجملة واحدة فإن كتاب "الدر الفريد" لا يشبِه لا "أبيات الاستشهاد" لابن فارس، ولا "أعجاز الأبيات" للمبرِّد.
وأجيء الآن إلى الكتاب فأقول:
إنّه يقع في خمسة أجزاء ما تزال مخطوطة كتبت بخطِّ المؤِّلف نفسه. وهو خطٌّ نسخيٌّ على درجة عالية من الجمال والضبط، وتستغرق هذه الأجزاء الخمسة أكثر من ألف ورقةٍ قليلًا، أي أكثر من ألفي صفحة. وقد أصدره -كما هو- الأستاذ العلّامة الدكتور فؤاد سزكين سنة: ١٩٨٨ عن "معهد تاريخ العلوم العربية والإِسلامية في إطار جامعة فرانكفورت" بألمانيا.
وعقد المؤلِّف أغلب الجزء الأول من كتابه على مصطلحات البلاغة العربية من حيث هي مصطلحاتٌ جوفاء ميتة كما آلت إليه عند المتأخِّرين من أمثال السكّاكي، والتفتازاني، وعلي بن حمزة العلويّ، وسواهم، وليس كما كانت عند الجاحظ،
1 / 17
وابن المعتز، وعبد القاهر الجرجاني، وسواهم.
وإذًا فهذا الجانب البلاغي في الكتاب ليست له قيمةٌ إلَّا بمقدار ما يُمثِّل ما صارت إليه الثقافة النقدية من حال في القرن السابع الهجري.
وإذ انتهى من هذا الجانب البلاغيِّ العقيم شرعَ في سرد موسوعته الشعرية التي امتدّت من العصر الجاهليّ حتى القرن السابع الهجري، فكانت طريقتُه أن يسرد أبيات الشعر على الحروف الهجائية معتمدًا بدايات هذه الأبيات، وليس نهاياتها مراعيًا في سرد حرف الهجاء الذي يبدأ فيه ما يليه من حروف كأن يسرد حرف الألف فيبدأ بـ: أأ، أب، أت، أث، أج، . . . ولكنّه خرج عن طريقته هذه في حرف الألف فبدأ بالأبيات التي أولها:
"الحمد للَّه"، ثم الأبيات التي تبدأ بـ: "اللَّه"، وكأنَّه لا يريد أن يُقدِّم على اسم الجلالة وما يتّصل به من المعاني الدينية شيئًا آخر.
ولم يكن المؤلِّف غافلًا عن هذا، أو مبتدعًا له، وإنّما كان يتّبع ما درج عليه المؤلّفون في عصره، وقبله، وبعدَه من بدئهم -إذا ألّفوا في التراجم مثلًا على حروف الهجاء- بمن اسمُه محمَّد خروجًا على الترتيب الهجائي تيمَّنًا باسم الرسول الأعظم، وإكرامًا له أن يتقدَّم على اسمه اسمٌ آخر لا لشيء؛ إلَّا لأنّه يبدأ بالألف، وقد سار على هذا النهج الحُميدي في "جذوة المقتبس"، والصفدي في "الوافي بالوفيات" وعشراتٌ غيرهما إن لم يكن مئات.
وإذًا فقد كنّا ننتظر من المؤلّف أن يبدأ في حرف الألف -على سبيل المثال- بقول الشاعر الذي ذكره هو (١) بيتًا ثانيًا من الأبيات التي اختارها:
أآخر شيءٍ أنتِ في كلِّ هجعةٍ ... وأوِّلُ شيءٍ أنتِ عندَ هبوبي؟
فلم يفعل إلَّا بعد أن انتهى من الأبيات التي زانها اسمُ الجلالة كما سبق أن ذكرت. ثم تدرج في ذكر الأبيات على حروف المعجم جميعها إلى أن انتهى منها،
_________
(١) الدر الفريد - المخطوط ١/ ١٩٥.
1 / 18
فرجع إلى الألف يختم تأليفه بقول القائلين -كما أسلفت- "أستغفر اللَّه. . . ".
وعلى أن الكتاب قائمٌ على سرد الأبيات التي تبدأ بهذا الحرف أو ذاك، وهو يكتفي بأن يسرد في المتن عادةً بيتًا واحدًا للشاعر لا أكثر، إلا أن قيمته لا تتأتّى من هذا السرد وحده في المتن، وإنّما من حواشي هذه المتون؛ فقد اعتاد المؤلِّف أن يذكر البيت في المتن ثم يضع إلى جنب قافيته كلمة "حاشية" فيتفنَّنن في رسمها بحيث يُحيلك إلى موضع الحاشية من كتابه وتكون مكتوبة عادة بخطٍّ رقيق، دقيق ليضيف في الحاشية بقيَّة أبيات القصيدة، فإن لم يفعل أضاف إليه أبياتًا؛ فإن لم يعرف كتب في نهاية قافية البيت كلمة: "بعدَه" ليضيف الأبيات التي بعدَه، أو كلمة "قبلَه" ليضيف إليه الأبيات التي قبلَه، وقد يُضيف في أحيانٍ بيتًا واحدًا.
ولئلا يلتبس الأمر على القارئ الكريم أجدني مطالبًا أن أضرب له مثلًا على ذلك فأقول:
قال المؤلف ابنُ أيْدَمر (١): "خُليد مولى العباس بن محمد:
أطعتِ الآمريكِ بصرمِ حبلي ... مُرِيهمْ في أحبَّتهمْ بذاك"
ثم قال: حاشية، أبيات خليد أولها:
أما والراقصات بذات عِرقٍ ... ومن صلَّى بنعمان الأراكِ
لقد أضمرتُ حبَّكِ في فؤادي ... وما أضمرتُ من حبٍّ سواكِ
أطعت الآمريك: البيت، وبعدَه:
فإنْ همْ طاوعوكِ فطاوعيهمْ ... وإن عاصوكِ فاعصيْ من عصاكِ
عرضتُ بحاجتي فَنَبَوْتِ عنها ... وما أَنْبُو لحاجتكم كذاكِ"
وبهذه الطريقة أورد المؤلِّف في المتن وحدَه ما يقرب من عشرين ألف بيتٍ كانت في طائفةٍ منها من نفائس الشعر العربيِّ.
فإذا قدَّرتَ أنَّ ما أورده في حواشيه مُعدَّلُه عشرون بيتًا -هو تقديرٌ اعتباطيٌّ-
_________
(١) الدر الفريد - المخطوط ٢/ ١٥٦.
1 / 19
استقام لك أن تقول: إنَّ الكتاب احتوى على أربعمائة ألف بيت، وتهيَّأ لك أن تدرك مقدار الثروةِ التي ضمَّها هذا الكتاب.
وبهذا كان من شأن قارئ الكتاب أن يستدرك على كثيرٍ من صُنّاع الدواوين ما فاتهم من أشعار أولئك الشعراء الذين صنعوا دواوينهم، من مثل: ديك الجنّ، وأبي عليَّ البصير، وأبي هفّان، وابن أبي طاهر، ويحيى بن عليّ المنجم، وعلي بن محمد الحمّاني، وسابق البربري، وأبي دُلف العجليّ، ومحمد بن بشير الخارجي، ومحمد بن حازم الباهلي، وابن لنكك البصري، وعشرات غيرهم (١):
على أن قيمة الكتاب لا تتأتّى من هذه الثروة وحدها ففي كتب الاختيارات ابتداءً بحماسة أبي تمام وانتهاءً بجمهرة الجواهريّ ما هو من نفائس الشعر العربى، ومن عيونِه، وإنّما تأتي قيمتُه من أنَّ كلَّ كتب الاختيارات لا تُغني عنه. بل إنّه إذ يعتمد "الحماسة" لأبي تمام يدلك في اعتماده أنّ الذي بين أيدينا منها ليس هو ما تركه أبو تمام تمامًا: فقد كان بين يدي المؤلّف من كتاب أبي تمام شيءٌ أوفى مما هو بين أيدينا اليوم.
وإذا شئت أن أضرب لك مثلًا على ذلك أحلتُك تمثيلًا لا حصرًا على ما أورده أبو تمام في "الحماسة": برواية الجواليقي، طبعة وزارة الإعلام العراقية (٢)، وعلى قول كتابنا (٣)، لتجد أن الذي نقله مؤلفنا عن "الحماسة" يزيد على ما في المطبوع.
قال أبو تمام في حماسته: "وقال آخر:
وأَعرضُ عن مطاعمَ قد أراها ... فأترُكُها وفي بطني انطواءُ
فلا وأبيك ما في العيشِ خيرٌ ... ولا الدُّنيا إذا ذهبَ الحياءُ
_________
(١) ينظر لكاتب هذه السطور مقالته "مما أُخلَّت به الدواوين" في مجلة "العرب" ج ٣، ٤ س: ٣٤. كانون الثاني شباط: ١٩٩٩، وما بعده.
(٢) حماسة أبي تمام ٣٣٩.
(٣) الدر الفريد - المخطوط ٥/ ٢٣١.
1 / 20
يعيشُ المرءُ -ما استحيا- بخيرٍ ... ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ"
فزاد ابنُ أيدمر على ما قال بيتين هما:
"إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي ... ولم تَستَحي فافعلْ ما تشاءُ
وكُلُّ شديدة نزلت بقَومٍ ... سيأتي بعدَ شدّتِها رخاءُ"
ويمكنني أن أحيلك على الصفحة: ٣١ من "الحماسة" وعلى الصفحة: ٣٤٢ من الجزء الخامس من كتابنا لتجد أن المطبوع من "الحماسة" قد نسب مقطعة الرثاء الرائية الرائعة التي مطلعها:
أقول لنفسي في الخلاء ألومها ... لكِ الويلُ، ما هذا التجلّدُ والصبرُ؟ !
والحقُ أنَّ نسبة الأبيات الرائية إلى يحيى بن زياد ليست بغريبة؛ فقد روى أبو تمام نفسُه على الصفحة: ٢٤ - ٢٤١ مُقطعة عينيَّة لا تقل عن أختها الرائية روعةً ليحيى في رثاء أخيه عمرو؛ ورواها أيضًا ابن الأعرابيِّ معاصر أبي تَمام على الصفحة: ٥٣ من كتابه: "مقطعات مراث" له.
وليس من همِّي أن أُفاضل بين النِّسبتين، وإنَّما أردتُ أن أنبِّه.
وكما نقل عن "الحماسة" نقل عن كتب أخرى لا نعرف منها اليوم شيئًا، ولم تعرفها المصادر التي سبقته من مثل: "شُعلة القابس" لابن دُريد (١)، و"الرسالة الباهرة" لأبي عليّ الحاتمي (٢)، ومن مثل: "زهرة الرياض وأُنس القلوب المراض" للوشّاء (٣)، و"ديوان الإمام علي بن أبي طالب" برواية محمد بن عمران
_________
(١) الدر ٣/ ٣٦٥، وتنظر مؤلفات ابن دريد في مقدّمة كتابه جمهرة اللغة ١/ ٩٠٨، الطبعة الهندية، وفي مقدمة كتابه الاشتقاق: ١٥ - ٢١.
(٢) تنظر مؤلفات الحاتمي في حلية المحاضرة ١/ ٧٧ - ٧٨، بتحقيق الدكتور جعفر الكتاني، وينظر ذكر الكتاب في الدر ٥/ ١٠٥.
(٣) تنظر مؤلفاته في معجم الأدباء ١٧/ ١٣٣ طبعة دار المأمون، وقد ذكر ابن أيدمر الكتاب في السابق ٢/ ٢٠٧. =
1 / 21