Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali
دروس للشيخ عبد الله الجلالي
اصناف
عظم قدر صلاة الفجر
إذًا صلاة الفجر أمرها عظيم؛ فقد جعلها الله ﷿ منفردة، وجعل الصلوات الأربع مجتمعة، ولذلك جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله ﷺ أنه قال: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيصعد الذين كانوا فيكم، فيسألهم الله ﷿: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وفارقناهم وهم يصلون).
وفي الحديث الآخر عن رسول الله ﷺ قال: (من صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله)، فإذا صليت الفجر في جماعة فكأنك صليت الليل كله تهجدًا، ولذلك يعتبر من صلى الفجر في جماعة في ذمة الله، ولا أحد يستطيع أن يعتدي عليه؛ لأنه في حماية الله وفي حفظه، ولذلك يروى أن بعض الجبابرة كان يقتل في المسلمين، وإذا مثل أمامه مسلم قال: هل صليت الفجر في جماعة؟ قال: نعم، قال: أخلي سبيلك؛ لأنك في ذمة الله! ويقول الرسول ﷺ عن صلاة الفجر وصلاة العشاء: (هما أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا)، أي: ولو زحفًا على الركب، فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يمشي يأتي حبوًا، فصلاة الفجر لابد أن نربي عليها أطفالنا منذ سن الطفولة؛ لأنها أعظم الصلوات الخمس؛ ولذلك قال الله تعالى: (بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ)، فجعل صلاة الفجر في كفة، والصلوات الأربع في كفة أخرى.
5 / 13