الدرر فی اختصار المغازی والسیر
الدرر في اختصار المغازي والسير
تحقیق کنندہ
الدكتور شوقي ضيف
ناشر
دار المعارف
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٠٣ هـ
پبلشر کا مقام
القاهرة
قَالَ ابْن إِسْحَاق: فَوَقع سهم رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ، وَعمر وَعلي وَطَلْحَة وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَعَاصِم بْن عدي وسهام بني سَلمَة وسهام بني حَارِثَة وَبني سَاعِدَة وَبني النجار وغفار وَأسلم وجهينة واللفيف، كلهَا وَقعت فِي الشق. وَوَقع سهم أبي بكر وَالزُّبَيْر وسهام بني بياضة وَبني الْحَارِث بْن الْخَزْرَج وَمُزَيْنَة بالنطاة، وَلِذِكْرِ سِهَامهمْ وأقسامهم مَوضِع غير هَذَا. وَكَانَ عبيد بْن أَوْس من بني حَارِثَة قد اشْترى يَوْمئِذٍ من سِهَام النَّاس سهاما كَثِيرَة، فَسمى يَوْمئِذٍ عبيد السِّهَام، وَاشْترى عمر بْن الْخطاب مائَة سهم من سِهَام الْمُسلمين، فَهِيَ صدقته الْبَاقِيَة إِلَى الْيَوْم.
وَأما فدك فَلم يُوجَفْ عَلَيْهَا بخيل وَلَا ركاب فَكَانَت كبني النَّضِير خَالِصَة لرَسُول اللَّهِ ﷺ.
وَمن الْعجب قَول من قَالَ إِن الكتيبة لم تفتح عنْوَة١ وَإِنَّهَا من صدقَات النَّبِي ﵇ إِلَّا أَن ينزل سهم النَّبِي ﵇ فِيهَا مَعَ الْمُؤمنِينَ وَإِلَّا فَلَا وَجه لقَوْله غير هَذَا. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.
وَفِي غَزْوَة خَيْبَر حرم رَسُول اللَّه ﷺ لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة، لم تخْتَلف الْآثَار فِي ذَلِك. وَاخْتلفت فِي حِين تَحْرِيم الْمُتْعَة٢ بعد إباحتها. وَقد ذكرنَا الْآثَار بذلك فِي التَّمْهِيد. وفيهَا أَهْدَت الْيَهُودِيَّة زَيْنَب بن [الْحَارِث٣ امْرَأَة] سَلام بْن مشْكم إِلَى رَسُول اللَّه ﷺ [الشَّاة] ٤ المصلية٥ وسمت لَهُ مِنْهَا الذِّرَاع وَكَانَ أحبَّ اللَّحْم إِلَيْهِ ﷺ. فَلَمَّا تنَاول الذِّرَاع ولاكها لَفظهَا وَرمى بهَا، وَقَالَ: "إِنَّ هَذَا الْعَظْمَ يُخْبِرُنِي أَنَّهُ مَسْمُومٌ". وَدَعَا بِالْيَهُودِيَّةِ فَقَالَ: "مَا حَمَلَكِ عَلَى هَذَا؟ " فَقَالَت: أردْت أَن أعلم إِن كنت نَبيا، وَعلمت أَن اللَّه إِن أَرَادَ بَقَاءَك أعلمك. فَلم يَقْتُلهَا رَسُول اللَّه ﷺ. وَأكل من الشَّاة مَعَه بِشْرُ بْن الْبَراء بْن معْرور، فَمَاتَ من أَكلته تِلْكَ.
وَكَانَ الْمُسلمُونَ يَوْم خَيْبَر ألفا وَأَرْبَعمِائَة راجل ومائتي فَارس.
١ فِي ابْن سيد النَّاس ٢/ ١٣٧: أَكثر الكتيبة عنْوَة وفيهَا صلح. ٢ الْمُتْعَة، أَي زواج الْمُتْعَة. ٣ زِيَادَة من ابْن هِشَام: وَانْظُر فِي الْخَبَر صَحِيح البُخَارِيّ ٥/ ١٤١ وَالرَّوْض الْأنف ٢/ ٢٤٣. ٤ زِيَادَة من ر وَابْن هِشَام. ٥ المصلية: المشوية.
1 / 204