الدرر فی اختصار المغازی والسیر

ابن عبد البر d. 463 AH
194

الدرر فی اختصار المغازی والسیر

الدرر في اختصار المغازي والسير

تحقیق کنندہ

الدكتور شوقي ضيف

ناشر

دار المعارف

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٠٣ هـ

پبلشر کا مقام

القاهرة

[مقاسم خَيْبَر وأموالها] وَكَانَ رَسُول اللَّهِ ﷺ قد حَاز الْأَمْوَال كلهَا: الشق١ ونطاة والكتيبة وَجَمِيع حصونهم إِلَّا مَا كَانَ من ذَيْنك [الحصنين] ٢ فَلَمَّا سمع بهم أهل فدك٣ قد صَنَعُوا مَا صَنَعُوا بعثوا إِلَى رَسُول اللَّه يسألونه أَن يسيرهم وَأَن يحقن لَهُم دِمَاءَهُمْ ويحلوا لَهُ الْأَمْوَال فَفعل. وَكَانَ فِيمَن مَشى بَين رَسُول اللَّه ﷺ وَبينهمْ فِي ذَلِك محيصة بْن مَسْعُود أَخُو بني حَارِثَة. قَالَ: فَلَمَّا نزل أهل خَيْبَر على ذَلِك سَأَلُوا رَسُول اللَّه أَن يعاملهم فِي الْأَمْوَال على النّصْف، فعاملهم، وَقَالَ لَهُم: "على أَنَّا إِذا شِئْنَا أَن نخرجكم أخرجناكم". فَصَالحه أهل فدك على مثل ذَلِك. وَكَانَت خَيْبَر فَيْئا بَين الْمُسلمين، وَكَانَت فدك خَاصَّة لرَسُول اللَّه ﷺ، لأَنهم لم يوجوفوا٤ عَلَيْهَا بخيل وَلَا ركاب. قَالَ أَبُو عمر٥: هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي أَرض خَيْبَر أَنَّهَا كَانَت عنْوَة كلهَا مَغْلُوبًا عَلَيْهَا بِخِلَاف فدك وَأَن رَسُول اللَّه ﷺ قسم جَمِيع٦ أرْضهَا على الْغَانِمين لَهَا الموجفين بِالْخَيْلِ والركاب، وهم أهل الْحُدَيْبِيَة. وَلم يخْتَلف الْعلمَاء [فِي] أَن أَرض خَيْبَر مقسومة، وَإِنَّمَا اخْتلفُوا هَل تقسم الأَرْض إِذا غنمت الْبِلَاد أَو توقف؟ فَقَالَ الْكُوفِيُّونَ٧: الإِمَام مُخَيّر بَين قسمتهَا كَمَا فعل رَسُول اللَّه ﷺ بِأَرْض خَيْبَر وَبَين إيقافها كَمَا فعل عمر بسواد الْعرَاق، وَقَالَ

١ هَذِه بعض حصون خَيْبَر. ٢ زِيَادَة من ر ومصادر مُخْتَلفَة وهما الوطيح والسلالم. ٣ فدك قَرْيَة كَانَت للْيَهُود شمَالي خَيْبَر. ٤ يوجفوا: يجتمعوا. ٥ نقل ابْن سيد النَّاس هَذِه الْفَقْرَة بِطُولِهَا عَن ابْن عبد الْبر: وعقب عَلَيْهَا بمناقشة وَاسِعَة، لما ذكره ابْن عبد الْبر من أَنَّهَا فتحت جَمِيعهَا عنْوَة وَأَنَّهَا قسمت جَمِيعهَا على الفاتحين وحدهم. وسننقل عَنهُ بعض تعقيباته فِيمَا يَلِي من الهوامش وَانْظُر الطَّبَرِيّ ٣/ ١٩ وَسنَن أبي دَاوُد ٢/ ٢٦ وَمَا بعْدهَا وَالرَّوْض الْأنف ٢/ ٢٤٦. ٦ قَالَ ابْن سيد النَّاس ٢/ ١٣٧: أما قَوْله: قسم جَمِيع أرْضهَا، فَإِن الحصنين المفتتحين أخيرا وهما الوطيح والسلالم لم يجر لَهما ذكر فِي القمسة. ٧ الْكُوفِيُّونَ: أَصْحَاب مَذْهَب أبي حنيفَة.

1 / 201