درر السلوک فی سیاست الملوک

الماوردي d. 450 AH
57

درر السلوک فی سیاست الملوک

درر السلوك في سياسة الملوك

تحقیق کنندہ

فؤاد عبد المنعم أحمد

ناشر

دار الوطن

پبلشر کا مقام

الرياض

وَإِذا قطعت بَعضهم عَن الْخدمَة قواطع ظَهرت أعذارها ووضح برهانها لم يكلفه فعل مَا لَيْسَ فِي وَسعه فقد تقطع الْمُلُوك القواطع عَن حُقُوق أنفسهم فَكيف بأوليائهم وخدمهم استخبار الْملك عَن رَعيته وحاشيته والنائبين عَنهُ وَإِن الْملك جدير أَن لَا يذهب عَنهُ صغبر وَلَا كَبِير من أَخْبَار رَعيته وأحوال حَاشِيَته وسيرة خلفائه والنائبين عَنهُ فِي أَعماله بمداومة الاستخبار عَنْهُم وَبث أَصْحَاب الْأَخْبَار فيهم سرا وإعلانا وَينْدب لذَلِك أَمينا يوثق بِخَبَرِهِ وَينْصَح الْملك فِي مغيبه ومحضره غير شَره فيرتشي وَلَا ذِي هوى فيعتدي لتَكون النَّفس إِلَى خَبره سَاكِنة وَإِلَى كشفه عَن حقائق الْأُمُور راكنة فَإِنَّهُ لَا يقدر على رِعَايَة قوم تخفى عَنهُ أخبارهم وتنطوي عَنهُ آثَارهم فَرُبمَا ظن استقامة الْأُمُور بتمويه ألحق بِهِ فأفضى ذَلِك إِلَى هَلَاك رَعيته وانتهز الْعَدو فرْصَة غفلته واستثار من وهج ناره وشره مَا عساه يصعب بعد أَن كَانَ سهل المرام ويقوى بعد أَن كَانَ ضَعِيف القوام

1 / 110