درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
اصناف
============================================================
تعظيمهم وإكرامهم وصلاتهم حتى لقد رمي من أجل ذلك بأنه شيعي، فإنه أعطى شريفا واحدا يقال له نور الله بن خليل الله بن نعمة الله آربعة لكوك تنكة سوى الجواهر والخدم والتحف(1)، وأغطى وزيره ملك التجار الملك خلف بن حسن في يوم واحد لكين تنكة سوى خيول وغيرها بأربعة لكوك إلى غير ذلك من سعة العطاء للقاصدين والوافدين.
وبعث في مدة سلطنته إلى الحرمين نحو ثمانين ألف دينار. صرفت في بناء مدرسة بمكة، ومدرسة بالمدينة، وغمل منها أوقاف لهما، وفرق باقيها في الناس.
ومع ذلك فأخبرني السيد الشريف أحمد بن أبي القاسم بن محمد ابن علي بن أبي الفوارس الحسني الموسوي، زاده الله رفعة وكرامة، وقد لقيته بمكة في مجاورتي بها سنة تسع وثلاثين وثماني مثة، قال: سمعت السلطان، يعني أبا المغازي المذكور، وأنا معه على السماط يقول: أنا إلى الآن ما ملاث عيني من عطاء أحد من الناس. وهذا الشريف قدم إلى مكة من حضرة هذا السلطان قبل موته بمال جم فرقه في أفل الحرمين، وضرب بمكة قنديلا من ذهب بلغت زنته بحضوري زيادة على أربعة آلاف مثقال من الذهب، وحمله إلى المدينة النبوية حتى علقه بالحجرة الشريفة تجاه القبر المقدس، وأخبرني أنه تكلف عليه حتى غلق نحو ألف وخمس مئة دينار، كل ذلك بما بعث به الشلطان أبو المغازي على يده وأمره بعمله: وكان من عادة ملوك الهند في كل سنة عمل عدة مجتمعات ينفق فيها ما كثير، منها لوفاة رسول الله ومنها لوفاة جماعة من آل البيت، ومنها لوفاة عدة من الصحابة، ومنها لوفاة طائفة من المشايخ.
(1) جاء في حاشية المسودة: ل"توفي السيد نعمة الله سنة تسع وعشرين وثماني مثة عن مثة وتسع سنين".
صفحہ 283