درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
اصناف
============================================================
هذا وقد خرج تيبور من بلاد الكرج يريد بغداد، فتمهل في مسيره ولم يعجل، فعاد ابن أويس وقرا يوسف إلى بغداد وحاربا أهل بغداد فانكسر منهم، وانهزم بأحمد وسارا على الفرات، وكتبا يستأذنان الأمير دمزداش نائب حلب ويطلبان منه أن يستأذن السلطان بمصر وهو يومئذ الناصر فرج
ابن الظاهر برقوق، في نزولهما بالشام، فطلب الأمير دقماق نائب حماة وخرج به في عسكر نحو الألف، وكبس ابن أويس وقرا ئوسف وهما في نحو سبعة آلاف، فاقتتلوا في يوم الجمعة رابع عشري شوال سنة اثنتين ويماني مثة قتالا شديدا، قتل فيه الأمير جانبك اليخياوي أتابك حلب، وايسر الأمير دقماق ناتب حماة، وانهزم الأمير دمرداش إلى حلب، ثم خلؤا عن الأمير دقماق بمئة ألف درهم وعدهم بها، فحملت إليهما، وكتبا: بأئا لم نأت محاربين، وإئما جئنا مستجيرين ومستنجدين بالشلطان، فطرقنا الحلبيون وقاتلونا فدفعنا عن أنفسنا. فكتب إلى الأمير نائب الشام بتوجه عساكر الشام لأخذ أحمد بن أويس وقرا يوسف وحملهما، فاجتمع على نائب بهسنا(1) جمع كبير من الثركمان وقاتل أحمد ابن أويس، وقد فارقه قرا يوسف، ونهبوا ما معه وكسروه وبعثوا بسيفه إلى الشلطان، فقدم في ثالث عشر ذي الحجة منها.
وقدم تيمور إلى سيواس، فمضى ابن أويس إلى جهة بلاد الرثوم، فكانت كائنة حلب وحماة ودمشق وتخريب تيمور لها، ثم رحيله عنها وارساله من ماردين عسكرا إلى بغداد، فقاتلهم أهلها، وبها من جهة ابن أوئس آمير يقال له بابا فرج، فنزل عليها تيمور من شرقها، وحصرها تسعة وخمسين يوما وهم يقاتلونه، ثم أخذها عنوة في يوم عيد النخر سنة ثلاث وثماني مثة، ووضع السيف في أهلها، فغرق بدجلة منهم خلائق، وهلك بالسيف خلائق، وأسر من بقي من الرجال والنساء والأطفال، وقتلوا وعملت من رؤوسهم مثتان وخمسون مسطبة، في كل (1) قلعة بشمالي حلب.
24
صفحہ 240