درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
اصناف
============================================================
تموت، ثم تسحقها على صلاية بفهر(1) سحقا بالغا، وتتركها حتى تجف، ثم تعيد السحق وتجففها، تتعاهد ذلك مدة أسبوع، في كل يوم تسحقها وتجففها في الشمس. وليكن ذلك والشمس في برج السرطان لشدة الحر إذ ذاك. فإذا آردت تصفير الفضة فخذ جزءا من هذا المسحوق بعد أن تذيب الفضة ثم ألقه عليها فإنها تصفيرة عجيبة. وهذا موكول إلى التجربة.
9- أبو بكر بن علي بن يوسف الهاشمي الحسيني (2).
من أهل الموصل، قدم إلى مضر واتخذها وطنا، ومال إلى مطالعة كتب الحديث والعمل بالظاهر؛ طريقة أبي محمد بن حزم. وكان يستحضر الكثير من أحاديث البخاري بأسانيدها، مذاكرا بطائفة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، متابعا لسنة رسول الله، مقاسيا لآلام الفقر وثقل الجناح بالعيال، يحترف لهم ويتكسب ما يسد رمقهم به، ثم صفرت كفه من المال في مدة الحوادث والمحن بعد سنة ست وثماني مثة، وساءت حاله، وتعالت سنه، وهو مع ذلك متوجه إلى طاعة ريه فقيض الله له من رحمته فتح الدين فتح الله كاتب السر، فأنعشه باليسير من ماله، وقرر له وظيفة يجد منها ما يسد به بعض الرمق إلى آن مات وقد تبين فيه الهرم بظاهر القاهرة في يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى سنة خمس عشرة وثماني مثة.
أخبرني الشيخ الشريف الثقه الشني أبو بكر بن علي بن يوسف الحسيني، قال: أخبرني الثقة العفيف المتدين عمر بن سليمان أنه رأى ببلد كرنغ من قرى الموصل أخوين كانا متشابهين تشابها لا يميز الحاذق (1) الصلاية: حجر عريض، والفهر: حجر يكون بقدر قبضة اليد.
(2) ترجمته في: إتباء الغمر 7/ 82 والمجمع المؤسس، الورقة 192، وذيل الدرر، الترجمة 399، والضوء اللامع 61/11. وهكذا وقع نسبه في المسودة والأصل، وفي جميع موارد ترجمته: "الحسني".
صفحہ 158