درر الأحاديث النبوية
درر الأحاديث النبوية
اصناف
وبالإسناد المتقدم إلى يحيى بن الحسين عليه السلام قال: حج إبراهيم كما أمره الله بأهله وبالمؤمنين حتى انتهى إلى بيت رب العالمين، فأمره الله سبحانه بالأذان بالحج، فأذن ودعا إلى الله، فأسمع فأجابه إلى ذلك من آمن بالله واتبع، واجتمعوا إلى إبراهيم عليه السلام فخرج بمن معه متوجها إلى منى، فيقال: إن إبليس اعترض له عند جمرة العقبة فرماه بسبعة أحجار يكبر مع كل حصاة تكبيرة، ثم اعترض له عند الجمرة الثانية ففعل به ما فعل على الجمرة الأولى، ثم اعترض له عند الجمرة الثالثة فرماه كما رماه عند الثانية فيئس من إجابته له وقبوله لقوله، فيقال: إنه صده وضلله عن طريق عرفة، فأتى عليه السلام ذا المجاز فوقف به فلم يعرفه، إذ لم ير فيه من النعت ما نعت له، فسار عنه وتركه فسمى ذلك المكان لمجاز إبراهيم به: ذا المجاز، فلما أتى إبراهيم عليه السلام الموضع الذي أمر بإتيانه، عرفه بما فيه من العلامات التي نعتت له، فقال عليه السلام: عرفت المكان فسمي عرفات، فنزل بها حتى صلى الظهر والعصر معا، ثم وقف بالناس وجعل إسماعيل عليه السلام إماما، فوقف مستقبلا للبيت حتى غربت الشمس، ثم دفع بالناس فصلى المغرب والعشاء الآخرة بمزدلفة، فيقال والله أعلم: إنها سميت مزدلفة لازدلاف الناس منها إلى منى، وإنما سمي موضعها جمعا؛ لأنه جمع بين الصلاتين بها، ثم نهض عليه السلام حين طلع الفجر، فوقف على المشعر، ثم أفاض قبل طلوع الشمس، فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم نزل منى فذبح وحلق، وصنع ما يصنع الحاج، وأرى الناس مناسكهم، واستمر عليه المؤمنون معه وبعده.
* فهذه صفة حج إبراهيم عليه السلام.
* وأما صفة حج محمد فقد رواه يحيى بن الحسين متفرقا على حسب ما أملاه من المسائل في مناسك الحج، فأحببت أن أسرد الحديث على نسقه في صفة حج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
صفحہ 80