درر الأحاديث النبوية
درر الأحاديث النبوية
اصناف
وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال لعمر بن الخطاب حين كان من أمره وأمر قدامة بن مظعون الجمحي ما كان، حين كان من قدامة شرب الخمر، فحده أبو هريرة بالبحرين وهو وال إذ ذاك عليها لعمر، فقدم قدامة على عمر فشكا أبا هريرة، فبعث إليه عمر فأشخصه فقدم أبو هريرة معه بالشهود الذين شهدوا على شرب قدامة للخمر، وكان ممن قدم معه الجارود العبدي، فلما قدم عليه أبو هريرة فسأله عن أمر قدامة، فأخبره أنه جلده في الخمر، فسأله عمر البينة، فجاء بالشهود، فالتقى عبد الله بن عمر بالجارود العبدي، فقال له عبد الله بن عمر بن الخطاب: أنت الذي شهدت على خالي أنه شرب الخمر؟ قال: نعم، قال: إذا لا تجوز شهادتك عليه، فغضب الجارود وقال: أما والله لأجلدن خالك أو لأكفرن أباك، فدخلوا على عمر، فشهدوا أنه ضربه في الخمر، قال قدامة: إني أنا ليس علي في الخمر حرج، أنا من الذين قال الله: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين}[المائدة:93] قال: وكان بدريا ففزع عمر مما قاله قدامة، فبعث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألا تسمع إلى ما يقول قدامة؟ فأخبره بما قرأ من القرآن فقال له علي عليه السلام: (إن الله لما حرم الخمر شكا المؤمنون إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا: كيف بآبائنا وإخواننا الذين ماتوا وقتلوا وهم يشربونها؟، وكيف بصلاتنا التي صلينا ونحن نشربها؟ هل قبل الله منا ومنهم أم لا؟ فأنزل الله فيهم: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين}[المائدة:93]، فكان ذلك معذرة للماضين وحجة على الباقين، يا عمر، إن شارب الخمر إذا شربها انتشى، وإذا انتشى هذى، وإذا هذى افترى، فأقم حدها حد فرية، وحد الفرية ثمانون).
وقال يحيى عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه قال: حدثني أبوبكر بن أبي أويس، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه عن جده، عن علي عليه السلام أنه كان يجلد فيما أسكر كثيره كما يجلد فيما أسكر قليله.
وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((ما أسكر كثيره فالذوق منه حرام)).
صفحہ 141