البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ، لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ .
المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا؛ فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة.
إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ، لأنهم لا ينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ فَحَسْبُ. ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ إلى ما وراء الأسوارِ.
إذًا فلا تضِقْ ذرعًا فمن المُحالِ دوامُ الحالِ، وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ، الأيامُ دُولٌ، والدهرُ قُلّبٌ، والليالي حُبَالى، والغيبُ مستورٌ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ، ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمرًا، وإن مع العُسْرِ يُسْرًا، إن مع العُسْرِ يُسْرًا.
اصنع من الليمون شرابًا حلوًا
الذكيُّ الأريبُ يحوّلُ الخسائر إلى أرباحٍ، والجاهلُ الرِّعْديِدُ يجعلُ المصيبة مصيبتينِ.
طُرِدَ الرسولُ ﷺ من مكةَ فأقامَ في المدينةِ دولةً ملأتْ سمْع التاريخِ وبصرهُ.
1 / 48