دليل الداعية
دليل الداعية
ناشر
دار طيبة الخضراء
ایڈیشن نمبر
الأولى
اصناف
والسير بعد وفاة النبي ﷺ صموده حيث قال قولته المشهورة: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". من كان يظن أن تقوم للإسلام قائمة، بعد أن تولى أبو بكر ﵁ الخلافة، فبعد بيعته ﵁، عظم الخطب واشتد الحال، ونجم النفاق، وارتد من ارتد من أحياء العرب، وظهر مدعو النبوة، وامتنع قوم عن أداء الزكاة، ولم يبق للجمعة مقام في بلد سوى مكة والمدينة، وأصبح المسلمون كما يقول عروة بن الزبير ﵁: "كالغنم في الليلة المطيرة الشاتية لفقد نبيهم، وقلة عددهم وكثرة عدوهم.
حتى وجد من المسلمين من قال لأبي بكر ﵁: "يا خليفة رسول الله أغلق بابك، والزم بيتك، واعبد ربك حتى تأتيك اليقين".
أي الموت، ولكن خليفة رسول الله ﷺ صاحب الهمة العالية والقلب الكبير الثابت الذيث يستمد قوته من خالقه، ومعبوده قاهر الجبابرة وكاسر الأكاسرة، لم يصب بعجز ولم يستحوذ عليه قنوط ولا يأس، وإنما واجه هذه الأحداث الجسام كلها بإيمان راسخ وعزيمة ثابتة، وشجاعة نادرة، وتفاؤل عظيم.
"وهو الذي قال للدنيا في غمرة الفتن، والأحداث "لا ينقص الدين وأنا حي"، فهو صاحب همة عالية وعزيمة راسخة، وهو الذي قال لعمر ﵁ حين جاءه يعارضه في قتال مانعي الزكاة: "مه يا عمر: رجوت نصرتك، وجئتني بخذلانك، أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام؟؟؟ ماذا عسيت أن أتألفهم بسحر مفتعل أم بشعر مفترى؟ هيهات هيهات؟؟ مضى رسول الله ﷺ وانقطع الوحي، فوالله لأجاهدنهم ما استمسك السيف
1 / 52