ويقال: إن الله أصلح لنا من غيره، وخير لنا من غيره، وهذا القول أيضا توسع، والمراد به نعمه وفضله وخيره. ويقال: الله تعالى خير أفعال منك.
* مسألة [هل الشدائد من الله تعالى شر ؟ ]:
يقال: الله عز وجل قد فعل الشدائد والآلام وليست بشر على الحقيقة. وقوله تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} (¬1) ، وقوله عز وجل: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه} (¬2) هو شدائد ومصائب وليس بشر على الحقيقة. وقوله: {إن شر} (¬3) مجازا وتوسعا، وأراد به ضررا وشدائد؛ لأن الشر هو عيب وفساد، وفاعله شرير إذا كثر ذلك منه، وجميع فاعل الشر هم الأشرار، والله تعالى يجل أن يكون شريرا أو أن يكون مع الأشرار، فصح بهذا أن الله تعالى لا يفعل الشر على الحقيقة.
* مسألة [ هل عذاب جهنم شر؟ ] :
فإن قال قائل: خبرونا عن عذاب جهنم أشر هو أم خير، قيل له: ليس هو شرا ولا خيرا، ولكنه عدل وحكمة؛ لأن /11/ الخير ما كان نفع فيه لأهله، والشر هو ما وصفنا من العيب والفساد والظلم، فما لم يكن في هذا العذاب نفع لأهله ولم يكن مع ذلك ظلما ولا فسادا لم يكن خيرا ولا شرا.
[ هل يقال: الله تعالى ينفع ويضر ؟ ]:
صفحہ 18