108

دیوان مجد الاسلام

ديوان مجد الإسلام

اصناف

صلى الله عليه وسلم

بين المهاجرين والأنصار دعا اليهود وصالحهم على ترك الحرب والأذى؛ لا يحاربهم ولا يؤذيهم، ولا يعينون عليه أحدا، وإن دهمه العدو ينصرونه، ثم أقرهم على دينهم وأموالهم، فلما انتشر الإسلام كرهوا ذلك فانتقضوا، وفي ذلك نزل قوله (تعالى):

قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ، ولما نزلت:

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا

الآية، قال قائلهم - حيي بن أخطب في رواية: يستقرضنا ربنا، وإنما يستقرض الفقير الغني، فأنزل الله (تعالى):

لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء

الآية، وكانوا يسألون النبي عن الروح ويقولون له: مم خلق الله؟ انسب لنا ربك! يريدون تعجيزه وإثارته.

وكان من عظمائهم وأحبارهم حيي، وأبو ياسر، وجدي بنو أخطب، وسلام بن مشكم، وكنانة بن الربيع، وكعب بن الأشرف، وعبد الله بن صوريا، ولبيد بن الأعصم، وشاس بن قيس، وعبد الله بن سلام؛ وكان حيي بن أخطب عظيم بني النضير، وهو أبو السيدة صفية أم المؤمنين (رضي الله عنها)، كانت من سبايا النبي في غزوة خيبر بعد قتل أبيها وزوجها كنانة بن الربيع، جعلها النبي عند أم سليم - أم أنس - حتى اهتدت وأسلمت، ثم أعتقها وتزوجها، وقد انضم المنافقون من أهل المدينة إلى اليهود، وكان عبد الله بن أبي بن سلول كبيرهم، كان من أعظم أشراف أهل المدينة، وكانوا يريدون تتويجه ملكا عليهم، فلما ظهر الحق على يد الرسول الكريم خاب أمله، وعظم غيظه وحقده.

والمنافقون قوم من اليهود دخلوا في الإسلام لما قوي أمره خشية القتل، وبقي هواهم مع قومهم.

دعا فأجابوا والقلوب صوادف

نامعلوم صفحہ