دیوان معانی
ديوان المعاني
ناشر
دار الجيل
پبلشر کا مقام
بيروت
العبيد والحشم وأهدي ما يقصر عن الواجب اللازم والحق المفترض فجعلت هبي مع الثقة بعذرك والاعتماد على تفضيلك وصفحك أبياتًا اقتصرت فيها على الدعاء لك والثناء عليك أسأل الله تعالى أن يقرنه بالإجابة فيك كما قرن مدحي لك بالتصديق فقلت:
(أبا الصقرِ لا زالتِ من اللَّه نِعمةٌ ... تجدِّدُها الأيام عندك والدهرُ)
(ولا زالتِ الأعيادُ تَمْضِي وتَنقضي ... وتبقى لنا أيامُك الغُررُ الزُّهر)
(فإنَّك للدنيا جمالٌ وزينةٌ ... وإنَّك للأحرارِ ذخرٌ هو الذخر)
(رأيت الهدايا كلها دونَ قدرهِ ... وليس لشئ عند مقداره قدر)
(فلا فضلَ إلاَّ وهو من فضل جُوده ... ولا بِرَّ إلاَّ دونهُ ذلك البرُ)
(فأهديتُ من حَلْي المديحَ جَواهرًا ... منصلةً يزهى بها النظمُ والنثرُ)
(مدائح تبقَى بعد ما نفذ الدهر ... وتبهى بها الأيامُ ما اتصل العمرُ)
شكرتُ لإسماعيل حُسنَ بلائهِ ... وأفضل ما تُجزى به النعمُ الشكرُ)
أخبرنا أبو أحمد عن أبيه عن أحمد بن أبي طاهر عن ابن هفان قال دخلت على سعيد بن حميد في يوم نيروز وهو مستعد يكتب إلى إخوانه فقرأت عليه كتابك وشعرك إلى أبي الصقر يعني الكتاب والشعر الذي تقدم فكتب وأنا حاضر إلى الحسن بن مخلد: أيها السيد النجيب عشت أطولَ الأعمار في زيادة من النعم موصولة بقرائنها من الشكر لا تقضي حق نعمة حتى تتجدد لك أخرى ولا يمر بك يوم إلا كان موفيًا على ما قبله مقصرًا عما بعده قد تصفحت أحوال الأتباع الذين تجب عليهم الهدايا إلى السادة في هذا اليوم والتمست التأسي بهم في الإهداء إليك وإن قصرت الحال عن الواجب لك فرأيتني أن أهديت نفسي فهي لك لاحظ فيها لغيرك ورميت بطرفي إلى كرائم مالي فوجدتها منك فكنت ان أهديت شيئًا كمهدي مالك إليك ولم يزد على أن نبه على نعمتك واقتضى نفسه بشكرك وفرغت إلى مودتي وشكري فوجدتهما لك خالصتين قديمتين غير مستجدتين وإني إن جعلهتما هديتي لم أجدد لهذا اليوم برًا ولا لطفًا ولم أقس منزلة شكري بمنزلةٍ
1 / 94