ولم أقصد بهذه الديباجة إلى تفسير هذه المنظومة، ولكن أردت أن أدل على الطريق من لم يلم من قبل بدقائق هذه المسألة العسيرة.
ولا ينبغي هنا أن أتناول هذه المنظومة من حيث الشعر، فإنما خيال الشعر فيها وسيلة إلى توجيه الناس إلى هذه الحقيقة:
إن لذة الحياة مرتبطة باستقلال «أنا» وبإثباتها وإحكامها وتوسيعها، وهذه الدقيقة تمهد إلى فهم حقيقة «الحياة بعد الموت».
وينبغي أن يعلم القراء أن لفظ «خودي» لا يستعمل في هذه المنظومة بمعنى الأثرة كما تستعمل في اللغة الأردية غالبا، إنما معناها الإحساس بالنفس أو تعيين الذات.
وهي بهذا المعنى في كلمة «بيخودي» كذلك.
هوامش
خلاصة مقال الشاعر إلى الأستاذ نكلسون
مذهب الأستاذ بريدلي أن كل مركز للشعور محدود، أي كل ذات مفردة، خداع نظر باطل، وأنا أقول - على خلاف هذا: إن مركز الشعور المحدود الذي لا يدرك «الذات» هو حقيقة الكائنات، فالذات حق لا باطل.
الحياة كلها فردية، وليس للحياة الكلية وجود خارجي، وحيثما تجلت الحياة تجلت في شخص أو فرد أو شيء، والخالق كذلك فرد؛ ولكنه أوحد لا مثل له.
وظاهر أن هذا التصور للكائنات يخالف كل المخالفة ما ذهب إليه شراح فلسفة هيكل من محدثي الإنكليز، ويخالف أصحاب وحدة الوجود الذين يرون أن مقصد حياة الإنسان: أن يفني نفسه في الحياة المطلقة أو «أنا» المطلق، كما تفنى القطرة في البحر.
نامعلوم صفحہ