43

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

ناشر

الدار القومية للطباعة والنشر

پبلشر کا مقام

القاهرة - جمهورية مصر العربية

اصناف

جَزَيْتُكِ ضِعْفَ الوُدِّ لما شَكَيْتِهِ ... وما إن جَزاكِ الضِّعْف مِن أَحدٍ قَبلي (١) لَعَمْرُكَ ما عَيْساءُ تَتْبَعُ شادِنًا ... يَعِنُّ لها "بالجِزْع" مِن "نَخِبِ" النَّجْلِ (٢) قال الأصمعيّ: عَيْساء، يعني ظبيةً بيضاء، شبّهها (٣) بالمرأة. تَتْبَعُ شادِنًا، يعني وَلَدَها. ويَعِنُّ لها: يَعْرِض لها. بالجِزْعِ مِنْ نَخِب، وهو وادٍ بالسَّراةِ (٤). والنَّجْلُ: النَّزُّ، وهو ماءٌ يَظهَر من الأرض ثم يَجرِى. إذا هِيَ قامتْ تَقْشَعِرُّ شَواتُها ... ويُشرِقُ بَيْنَ اللِّيتِ منها إلى الصُّقلِ

(١) ذكر الأصمعي أن أبا ذؤيب لم يصب في قوله: "ضعف الود" في هذا البيت، وإنما كان ينبغي أن يقول: "ضعفي الود" وإنما يريد أضعفت لك الود. (انظر اللسان في مادّة ضعف) وشرح السكرى. والوجه في تخطيء الأصمعي لأبي ذؤيب أنه أراد بضعف الشيء مثله، فإذا جزاها مثل ودها لم يفعل شيئا. قال في اللسان: الضعف في كلام العرب على ضربين: أحدهما المثل، والآخر أن يكون في معنى تضعيف الشيء اهـ. وهذا الأخير هو الذي يستقيم عليه البيت. وفي رواية "لما استبنته" مكان قوله: "لما شكيته". (٢) في اللسان (مادة نخب): "ما خنساء تنسأ شادنا" والخنساء من الظباء: ما تأخر أنفها عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة. وقيل في الخنس غير ذلك. وتنسأ شادنا أي تسوقه. وفي رواية: "تعن له بالجزع من جانب النجل". (٣) لعل صوابه: "شبه بها المرأة". (٤) ذكر ياقوت في السراة عدة أقوال: منها أن الحجاز هو جبال تحجز بين تهامة ونجد يقال لأعلاها السراة. قال: وهو أحسن القول اهـ. وتفسير الشارح النخب بأنه واد بالسراة هو أحد الأقوال فيه. وقيل في النخب إنه واد بالطائف. وقال الأخفش: النخب واد بأرض هذيل. (ياقوت). وذكر ياقوت أيضا أنه أضاف النخب إلى النجل بمعنى النز من الماء، لأن في هذا الوادي نجالا كثيرة، كما قيل: نعمان الأراك، لأن به الأراك. وقال في اللسان (مادة نخب) في قوله: "من نخب النجل": أراد من نجل النخب، فقلب، لأن النجل الذي هو الماء في بطون الأودية جنس، ومن المحال أن تضاف الأعلام إلى الأجناس.

1 / 35