نبا ظهر الزمان وكنت منه # على جنبي موقعة ركوب (1)
وقالوا: الشيب زار، فقلت: أهلا # بنور ذوائب الغصن الرطيب (2)
ولم آك قبل وسمك لي محبا، # فيبعد بي بياضك من حبيب
ولا ستر الشباب علي عيبا، # فأجزع أن ينم على عيوبي
ولم أذمم طلوعك بي لشيء، # سوى قرب الطلوع إلى شعوب (3)
وأعظم ما ألاقي أن دهري # يعد محاسني لي من ذنوبي
أقول إذا امتلأت أسى لنفسي: # أيا نفس اصبري أبدا وطيبي
دعي خوض الظلام بكل أرض # وإعمال النجيبة والنجيب
وجر ضوامر الأحشاء تجري # كما تهوي الدلاء إلى القليب (4)
مترفة إلى الغايات، حتى # ترنح في الشكيم من اللغوب (5)
فليس الحظ للبطل المحامي، # ولا الإقبال للرجل المهيب
ونيل الرزق يؤخذ من بعيد، # كنيل الرزق يؤخذ من قريب
وغاية راكبي خطط المعالي # كغاية من أقام عن الركوب
أليس الدهر يجمعنا جميعا # على مرعى من الحدثان موبي
كلانا تضرب الأيام فيه # بجرح من نوائبها رغيب (6)
أرى برد العفاف أغض حسنا # على رجل من البرد القشيب
علي سداد نبلي يوم أرمي، # ورب النبل أعلم بالمصيب (7)
صفحہ 102